Skip to main content

تبعث روح الحماس.. العتابا الشعبية تصاحب موسم الحصاد في سوريا

السبت 5 نوفمبر 2022

مع بدء قطاف محصول المانغا السورية أو "الكاكي"، يحيي المزارعون في إدلب طقوس القطاف التي تتمثل في عادات ورثوها من أجدادهم، فيرددون العتابا الشعبية، ويحافظون منذ عشرات السنين على طقوس أخرى، على الرغم من تراجع الإنتاج وتضرر المزارعين هذا العام.

المزارع السوري ثائر يعمل في قطاف المنغا السورية، مرددًا العتاب الشعبية، رفقة بقية العاملين في الحقل، ويقول ثائر إن العتابا هي جزء أساسي من يومه في الحقل، ولا يمكنه أن يقوم بقطف ثمار دون أن يرددها لرفاقه، فهي كما يقول من طقوس العمل الأساسية، كما أنها متلازمة اعتادها منذ أن كان طفلًا.

وقبل بدء وقت الاستراحة، يجهز أحد العمال الشاي، الذي يعد على الحطب فقط، فهو أحد أهم أركان الاستراحة عندما يضاف إليه السكر بكميات كبيرة بحيث يجتمع العاملون في مكان واحد ثم يبدؤون بترديد العتابا.

ويبدأ بعد ذلك، وقت وجبة الغداء البسيطة المكونة من قطعة من الخبز وقليل من الخضراوات والشاي، وهذا ما تعلموه من أجدادهم ولم يحيدوا عنه منذ عشرات السنين.

وعلى الرغم من تراجع إنتاج المزارع وتضرر الأشجار هذا العام؛ إلا أن طقوس الفرح في المواسم تبقى حاضرة، يحيي فيها المزارعون تقاليد أسلافهم ويستذكرون الماضي الجميل، آملين بعودته، حسب مراسل "العربي".

دور الأغنية في مواسم الحصاد

وفي هذا الإطار، أوضح الفنان والملحن فواز الحسن أن الأغنية تعكس كافة الحالات الإنسانية في أي مجتمع كان، مشيرًا إلى أن لكل موسم أغنيته الخاصة، كموسم الحصاد وقطف القطن وقطف الزيتون، حتى جني الفاكهة، بالإضافة إلى فتل الشعيرية وقطف البندورة وقطف الخضروات بشكل عام.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من مدينة أورفا التركية، أن مناطق الشمال السوري لها خصوصيتها، كما أن بلاد الشام خاصة سوريا تتميز بشكل خاص بغنى تراثي لا يوصف.

وتابع الحسن أن ما يميز العتابا في سوريا صدق الإحساس والكلمة، لأنها تأتي بشكل عفوي، لافتًا إلى أن فن المولية يغنّى في فلسطين ولبنان، إلا أن له خصوصية في سوريا، حيث جاء على الفطرة، ولم يدرس أو يأتي ضمن قوالب موسيقية معينة.

ولفت إلى أن الأغاني تبعث روح الحماس عند الحصادين والحصادات في موسم الحصاد، من أجل الحصول على موسم وفير، مشيرًا إلى أن النساء لهن طقوسهن الخاصة أيضًا، بحيث يجهزن الطعام، كما يقمن في الحقول لأشهر في موسم الحصاد.

المصادر:
العربي
شارك القصة