Skip to main content

ترك مئات الأفغان وإجلاء كلاب وقطط.. انتقادات لبريطانيا وجونسون يدافع

الأحد 29 أغسطس 2021
عودة جنود تابعين للقوات البريطانية من أفغانستان بعد إنهاء مهامهم في عمليات الإجلاء

تعرضت الحكومة البريطانية الأحد لسيل من الانتقادات غداة إتمام انسحابها السريع من أفغانستان، بعد ترك مئات الأفغان المؤهلين للمغادرة، في حين تم إجلاء كلاب وقطط.

فبعد 20 عامًا من الوجود في أفغانستان إلى جانب القوات الأميركية، غادرت طائرة تقل آخر جنود بريطانيين كابل مساء السبت.

وانطلقت قبيل ذلك آخر رحلة جوية لإجلاء المدنيين، قبل أيام قليلة من تاريخ 31 أغسطس/ آب الذي حددته الولايات المتحدة لانسحابها من أفغانستان بعد سيطرة طالبان السريعة على البلاد.

وأقر وزير الدفاع بن والاس الجمعة بأنه لم يتم التمكن من إجلاء ما يصل إلى 150 بريطانيا وما بين 800 و1100 أفغاني مؤهلين.

جونسون يدافع عن نفسه

ودافع رئيس الوزراء بوريس جونسون في مقطع فيديو نُشر على تويتر، عن التدخل البريطاني "رغم أننا لم نكن نتمنى المغادرة بهذه الطريقة".

وأضاف متوجّهًا إلى أسر 457 عسكريًا بريطانيًا سقطوا في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان، أنهم لم يموتوا "عبثًا"، بل إن تضحيتهم سمحت بحماية الغرب من هجمات جديدة انطلاقًا من هذا البلد وساعدت في منح حق الوصول إلى التعليم لملايين الأفغانيات.

وبخصوص عمليات الإجلاء، تحدث رئيس الوزراء البريطاني عن "تتويج لمهمة لا تشبه أي شيء رأيناه في حياتنا". وقد سمحت بإجلاء أكثر من 15 ألف شخص في غضون أسبوعين، بينهم حوالي 8 آلاف أفغاني مؤهلين. 

الحاجة لإجراء تحقيق

لكن الأصوات المنتقدة رأت أنه كان متاحًا إجلاء المزيد لو كانت استعدادات الحكومة أفضل.

وفي هذا السياق، أعرب القائد السابق للجيش البريطاني ريتشارد دانات على أثير راديو "تايمز" عن أسفه لعمليات الإجلاء "الفوضوية"، معتبرا أنه "كان بإمكاننا أن نفعل ما هو أفضل".

وقال دانات: إن الحكومة بحاجة الآن إلى إجراء تحقيق لمعرفة لماذا لم تكن مستعدة لسقوط أفغانستان سريعًا في أيدي طالبان. وأضاف: "إنه أمر غير مفهوم، لماذا بدا أن الحكومة كانت غافلة عما يجري".

بدوره، أبدى النائب المحافظ والعسكري السابق توبياس إلوود أسفه عبر إذاعة "إل بي سي" لافتقار السلطة التنفيذية إلى "استراتيجية" بشأن هذه القضية.

5 آلاف رسالة غير مفتوحة

من جهتها، قالت صحيفة "أوبزرفر" إنها اطلعت على دليل حول حساب بريد إلكتروني رسمي أنشأته وزارة الخارجية لتلقي مناشدات من أشخاص معرضين للخطر، كان يحتوي نحو 5 آلاف رسالة غير مفتوحة الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن وزير لم تذكر اسمه قوله: إن وزير الخارجية "لم يفعل شيئًا" لبناء روابط مع دول ثالثة قد يدخل منها الأفغان إلى المملكة المتحدة.

وسبق أن تعرض وزير الخارجية دومينيك راب لانتقادات شديدة لأنه لم ينهِ على الفور عطلة على الشاطئ عندما سيطرت طالبان على السلطة.

والأسوأ من ذلك أن الحكومة اتُهمت بتعريض حياة متعاونين أفغان للخطر بعد أن عثر مراسل "تايمز" على وثائق تكشف هويات سبعة منهم على أرضية السفارة البريطانية التي تم إخلاؤها في كابل. وأقرت الحكومة بارتكاب خطأ.

إجلاء 200 كلب وقط

وما زاد من حدة الغضب أن الحكومة أذنت بإجلاء جوي من كابل لنحو 200 كلب وقط من ملجأ يديره عسكري بريطاني سابق، وقد غادروا في الساعات الأخيرة من يوم السبت على متن طائرة مستأجرة.

في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: إن الوزارة عملت بلا كلل لإجلاء الناس لكنها لطالما حذرت من أنها لن تكون قادرة على مساعدة الجميع. وأحجم المتحدث عن الإدلاء بأي تفاصيل أخرى حول العملية.

وقالت ليزا ناندي المتحدثة باسم حزب العمال المعارض للشؤون الخارجية: إن من الواضح أن الوزراء لم يكونوا مستعدين بالمرة لسرعة الأحداث، وإنه من غير الواضح كيف يمكن للأفغان المجيء الآن إلى بريطانيا بعد أن انتهى الجسر الجوي. وقالت لتلفزيون سكاي نيوز: "الحقيقة أنها لحظة مهانة لا مثيل لها لهذه الحكومة، بعد أن سمحنا بأن يحدث ما حدث".

وهبطت طائرة تقل جنودًا والسفير البريطاني في أفغانستان لوري بريستو في بريطانيا صباح اليوم الأحد، ومن المتوقع هبوط رحلات أخرى. وقال بريستو: إن السفارة البريطانية في أفغانستان ستباشر عملها من قطر في الوقت الحالي، قبل أن تتمكن من العودة عندما يكون ذلك آمنًا.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة