Skip to main content

تسريب الاتصال الأخير بين بايدن وغني.. ضغط "لتغيير الأمور" في أفغانستان

الأربعاء 1 سبتمبر 2021
جو بايدن مستضيفًا الرئيس الأفغاني أشرف غني في المكتب البيضاوي يوم 25 يونيو

حصلت وكالة "رويترز" على تفريغ للمكالمة الهاتفية الأخيرة التي تمت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأفغاني وقتها أشرف غني، قبل أن تتمكن حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان بأكملها.

وتضمن الاتصال مناقشة الزعيمين للمساعدات العسكرية والإستراتيجية السياسية وتنظيم المراسلات التكتيكية، لكن لم يكن أي منهما مدركًا أو مستعدًا للخطر الداهم على الأبواب، ولا لأن تسقط البلاد بأكملها في يد طالبان.

وتحدث الرجلان وقتها لمدة وصلت إلى 14 دقيقة في 23 يوليو/ تموز.

وفي 15 أغسطس/ آب، فر غني من القصر الرئاسي ودخلت طالبان إلى كابل. ومنذ ذلك الحين فر عشرات الآلاف من الأفغان أو حاولوا الفرار، وقتل 13 جنديًا أميركيًا وعشرات المدنيين الأفغان في هجوم انتحاري عند مطار كابل، خلال عمليات إجلاء أميركية عسكرية محمومة.

بايدن عرض المساعدة

وفي المكالمة، عرض بايدن مساعدات إذا تمكن غني من أن يوضح علنًا أن لديه خطة للسيطرة على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان.

وقال بايدن حينها: "سنواصل تقديم دعم جوي مكثف إذا علمنا ما هي الخطة". 

وقبل أيام من تلك المكالمة، شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية، وهي خطوة قالت حركة طالبان: إنها انتهاك لاتفاق الدوحة للسلام.

كما نصح الرئيس بايدن نظيره غني بأن يحصل على موافقة أفغان نافذين على استراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعدًا، ثم وضع "شخصية مقاتلة" لتقود تلك الجهود في إشارة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.

وأشاد بايدن في المكالمة بالقوات المسلحة الأفغانية، التي دربتها ومولتها الحكومة الأميركية.

 وقال الرئيس الأميركي لغني "من الواضح أن لديك أفضل جيش، لديك 300 ألف جندي مسلحين جيدًا، مقابل 70 أو80 ألفًا، وهم بالطبع قادرون على القتال جيدًا".

بايدن: "الأمور لا تسير بشكل جيد"

وخلال أغلب المكالمة، ركز بايدن على ما وصفه بأنه "نظرة" الحكومة الأفغانية للمشكلة. 

وقال: "أحتاج لأن أقول لك وجهة النظر والمفهوم السائد حول العالم وفي أجزاء من أفغانستان، أعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد فيما يتعلق بالقتال ضد طالبان".

وقال بايدن لغني: إن عقد شخصيات سياسية أفغانية بارزة لمؤتمر صحافي معًا لدعم استراتيجية عسكرية جديدة "سيغير من المفهوم السائد وسيغير الكثير من الأمور على ما أعتقد".

وأشارت كلمات الرئيس الأميركي إلى أنه لم يكن يتوقع حدوث التمرد الكبير والانهيار بعد 23 يومًا. فقد قال بايدن: "سنواصل الكفاح بقوة، دبلوماسيًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، للتأكد من أن حكومتكم لن تبقى فقط لكنها ستستمر وتنمو".

تعليق البيت الأبيض

ورفض البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، التعليق على الاتصال الهاتفي.

وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانًا بعد الاتصال ركز على التزام بايدن بدعم قوات الأمن الأفغانية وسعي إدارته للحصول على مخصصات مالية لأفغانستان من الكونغرس.

وأبلغ غني بايدن أنه يعتقد أن السلام يمكن أن يتحقق لو استطاع "إعادة التوازن للحل العسكري". لكن بايدن أضاف: "نحتاج إلى أن نتحرك على وجه السرعة".

التخوف من باكستان

وقال غني "نواجه غزوًا على نطاق واسع، يتألف من طالبان وتخطيط باكستاني كامل ودعم لوجيستي إضافة إلى ما لا يقل عن 10 إلى 15 ألف إرهابي دولي معظمهم من الباكستانيين تم الدفع بهم في هذا الأمر".

وتنفي السفارة الباكستانية في واشنطن هذه المزاعم. وقال متحدث باسم السفارة: "واضح أن أسطورة عبور مقاتلي طالبان من باكستان ذريعة وفكرة لاحقة، لسوء الطالع، روج لها السيد أشرف غني لتبرير فشله في القيادة والحكم".

وفر الرئيس أشرف غني من أفغانستان منتصف شهر أغسطس مع دخول المسلحين كابل. وصباحًا، أُلغيت الرحلات التجارية في مطار كابل، وفق ما أعلنت سلطات المطار.

وقالت السلطات في رسالة: "لن تكون هناك رحلات تجارية انطلاقًا من مطار حامد كرزاي، لمنع النهب. رجاءً لا تهرعوا إلى المطار".

المصادر:
العربي، رويترز
شارك القصة