Skip to main content

تسعة أعوام على اغتيال الجعبري.. مهندس التصدي للعدوان الذي هدّد إسرائيل

الأحد 14 نوفمبر 2021
وُصف الجعبري بمهندس التصدي للعدوان على غزة عام 2008

كانت الرحلة الأخيرة لقائد الجهاز العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري ومرافقه محمد الهمص ظهر الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012. 

يومها استقل الرجلان السيارة على عادتهما. وبمرورها في أحد شوارع مدينة غزة، استهدفتها طائرة الاحتلال بغارة جوية، والتحق على الأثر من فيها بسجل شهداء فلسطين.

في الساعات التي أعقبت عملية الاغتيال، التحق بالسجل نفسه آخرون جرّاء عدوان ردّت من خلاله إسرائيل على صواريخ أطلقت باتجاه الأراضي المحتلة.

استمر العدوان على غزة الذي أسمته إسرائيل "عمود السحاب" ثمانية أيام. وفيما شهد فصلًا من وحشية آلة الاحتلال، أسفر عن استشهاد 175 فلسطينيًا.

بدورها، منحت المقاومة المعركة اسم "حجارة السجيل"، وفي حين لم تعلن إسرائيل عن عدد القتلى من جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط ستة قتلى و240 جريحًا.

محاولات اغتيال متكررة

اغتيل أحمد الجعبري الذي كان حينها قد عاد أخيرًا من أداء فريضة الحج، تنفيذًا لقرار اتخذته في اليوم السابق اللجنة الوزارية المصغرة للشؤون الأمنية الإسرائيلية.

وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي حينها إلى أن الجعبري كان مسؤولًا بشكل مباشر عن تنفيذ "هجمات" ضد إسرائيل خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن اغتياله تم بالتنسيق مع وكالة الأمن الإسرائيلية وبناء على معلومات استخباراتية دقيقة.

والجعبري الذي وُصف بمهندس التصدي للعدوان على غزة عام 2008 كان قد شكل تهديدًا حقيقيًا للاحتلال، ومن هنا كان المسعى المتكرّر لاغتياله. 

وبحسب ما يكشف موقع القسام، فشلت عام 2010 محاولة اختطافه من قبل الاحتلال شرق حي الزيتون في غزة. 

والرجل كان قد نجا من عدة محاولات اغتيال سابقة لذلك العام ولاحقة له، استهدفت بغارات جوية أماكن تواجد فيها؛ واستشهد في إحداها نجله وعدد من أقاربه.   

"وفاء الأحرار"

بدأ الجعبري الذي وُلد عام 1960 عمله المقاوم خلال دراسته في المرحلة الثانوية. واعتُقل عام 1982 إثر رميه قنبلة على مركبة إسرائيلية، ثم حُكم عليه بالسجن 13 عامًا.

عام 1992، رفض المساومة على حقه في مقاومة الاحتلال، مقابل إطلاق سراحه والاعتراف بمعاهدات السلام مع إسرائيل. 

ويُنقل في هذا الإطار عنه قوله: "لن أوقع على شيءٍ يمنعني من حقي في المقاومة، ولن أسجل في تاريخي أنني كنت يومًا من الأيام مع أوسلو ولو بجرة قلم".

بعد أربعة أعوام خرج الجعبري من السجن وتابع نشاطه المقاوم من خارجه. واستمر في إسناد الأسرى؛ هذه المرة من خلال العمل على إطلاقهم أيضًا. 

وتحقق ذلك من خلال صفقة عُرفت باسم "وفاء الأحرار" وتمت مع الجانب الإسرائيلي عام 2011 بعد خمس سنوات من أسر الجندي جلعاد شاليط. 

وقد قضت الصفقة التي أسمتها إسرائيل "إغلاق الزمن" بإطلاق 1050 فلسطينيًا وعربيًا من سجونها.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة