Skip to main content

تشاد.. المجلس العسكري يرفض التفاوض مع المتمردين "الخارجين عن القانون"

الإثنين 26 أبريل 2021
جنود تشاديون أمام ملصق الحملة الانتخابية للرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي

رفض المجلس العسكري الحاكم في تشاد مساء الأحد التفاوض مع المتمرّدين الذين أطلقوا قبل أسبوعين هجومًا ضدّ العاصمة، ويتّهمهم الجيش بقتل رئيس إدريس ديبي إتنو خلال المعارك بين الطرفين.

وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري عزم برماندوا أغونا في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني "تيلي تشاد" أن العسكريين عازمون على السيطرة على المتمردين، وطلب من النيجر المجاورة مساعدة تشاد بـ"القبض" على زعيم "جبهة التناوب والوفاق في تشاد" (فاكت) محمد مهدي علي.

واعتبر المتحدث أنّ "الوقت ليس للوساطة ولا للتفاوض مع الخارجين عن القانون".

وأضاف: "تدعو تشاد النيجر إلى التعاون والتضامن من أجل تسهيل القبض على مجرمي الحرب وإحالتهم إلى العدالة".

"إذا أرادوا الحرب فنحن لها"

وكانت "فاكت" أبدت السبت استعدادها لوقف إطلاق النار بعد وساطة بدأها الجمعة بين الجيش والمتمردين رئيسا النيجر وموريتانيا، العضوين في تجمع دول الساحل الخمس (تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو).

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مهدي قوله: "تجاوبنا مع وساطة النيجر وموريتانيا، وأكّدنا استعدادنا للالتزام بهدنة، بوقف لإطلاق النار"، لكنه أشار إلى أن الجيش التشادي ما زال يقصف قواته.

واتهمت القوات التشادية الأحد متمردي "فاكت" ولا سيما زعيمهم بالفرار إلى الأراضي النيجرية.

غير أن مهدي علي أكد أنه ما زال في تشاد وتحديدًا في محافظة كانيم في المنطقة المحاذية للنيجر على مسافة حوالى 400 كلم شمال نجامينا.

وقال تعليقًا على رفض المجلس العسكري التفاوض: "إذا أرادوا الحرب فنحن لها. إذا تعرّضنا لهجوم فسنردّ".

وأوضح مصدر دبلوماسي إفريقي أنه "في تصديها لجبهة التناوب والوفاق في تشاد التي قدمت لها حركات تمرد تشادية متمركزة في ليبيا أو السودان دعمها من غير أن تقحم قواتها في الوقت الحاضر في المعركة، تشعر نجامينا أنها تحظى بالدعم الدولي".

وأشار إلى حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مراسم تشييع الرئيس ديبي الجمعة، وفرنسا حليفة منذ زمن طويل للبلد الذي يعتبر من الأفقر في العالم والذي حكمه ديبي  بيد من حديد لأكثر من ثلاثين عامًا.

وتعهد ماكرون في كلمة بأن "فرنسا لن تسمح لأحد لا اليوم ولا غدًا بالمساس باستقرار تشاد وسلامتها".

معارك "دامية جدًا

وكان متمردو "فاكت" المتمركزون في ليبيا على حدود تشاد الشمالية، مروا عبر النيجر خلال تقدمهم حول العاصمة نجامينا في جنوب البلاد في منتصف أبريل/نيسان، بحسب عدة مصادر متطابقة.

وأوقف الجيش التشادي تقدم المتمردين الإثنين في كانم، مدعومًا جوًا بـ"طلعات استطلاع ومراقبة" قام بها الجيش الفرنسي، وقتل 300 متمرد في المعارك بحسب الجيش التشادي.

وأكدت مصادر عدة في أواخر الأسبوع لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعارك كانت دامية جدًا "من الطرفين"، وفق مصدر دبلوماسي إفريقي في نجامينا. ولم يعلن الجيش التشادي أي حصيلة، لكنه ذكر الأحد مقتل "عشرات الجنود التشاديين".

وغداة هذه المعارك أعلن المتحدث باسم الجيش الثلاثاء وفاة إدريس ديبي إثر إصابته بجروح على الجبهة.

وتولى نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما)، قائد الحرس الجمهوري، مهام الرئاسة محاطًا بـ 14 جنرالًا من أقرب الجنرالات إلى والده.

وهو يمسك بكامل الصلاحيات لكنه وعد بإنشاء مؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديمقراطية" تعهد بإجرائها بعد عام ونصف.

ولا يخوض النظام الجديد معركة مع المتمردين فحسب، بل يواجه أيضًا خطرًا من الداخل، إذ تفيد شائعات تسري في نجامينا منذ وفاة ديبي عن انشقاقات داخل صفوف الجيش.

وقال جنرال من قبيلة الزغاوة التي كان ينتمي إليها ديبي والتي تمسك بالجهاز الأمني، الأربعاء، أن هناك "معسكرين" في الجيش، بدون أن يكون من الممكن التثبت من ذلك من مصدر مستقل.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب
شارك القصة