Skip to main content

تطورات فلسطين في "ميزان" الشعوب الخليجية.. ما مصير اتفاقيات التطبيع؟

الثلاثاء 25 مايو 2021

أعادت الأحداث في فلسطين المحتلة من تهجير واستيطان وحرب على قطاع غزة التذكير بمركزية القضية لدى الشعوب الخليجية التي هبّت لنصرة القدس ودعم الفلسطينيين والتداعي لإعادة إعمار القطاع بعد إعلان الهدنة مباشرةً من خلال حملات شعبية لجمع التبرّعات.

ووضعت الأحداث الدول الخليجيّة المطبّعة مؤخّرًا لعلاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في حرج مع شعوبها وشعوب المنطقة، بعد سقوط الفرضية السياسية التي قامت عليها اتفاقيات السلام من أنّ التطبيع سيكون في صالح القضية والفلسطينيين.

وتعرّضت الحكومات الخليجية المطبّعة لسيلٍ من الانتقادات في بداية العدوان، وبعد فشله في تحقيق أهدافه، ما أعاد للصراع العربي الإسرائيلي زخمه ووضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، وفي صدارة الأجندة الدوليّة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حسمت الشعوب الخليجية موقفها من القضية الفلسطينية، قبل أن تساندها في مظاهرات، وكذلك فعلت بعد إعلان الانتصار بانتشار وسم "غزة تنتصر" و"فلسطين تنتصر".

تغييرات على حسابات الشركاء الجدد لتل أبيب

في غضون ذلك، وُجّهت الأنظار نحو ردّ الفعل الرسمي للمطبّعين حديثًا، لا سيما الإمارات والبحرين، حيث أعربت أبو ظبي عن أملها في وقف إطلاق نار صامد ودائم، فيما شكرت المنامة جهود الوساطة المصرية بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

ويبدو أنّ تطورات القضية الفلسطينية قد أدخلت تغييرات على حسابات الشركاء الجدد لتل أبيب، في حين رحّبت الرياض بوقف إطلاق النار في غزة، ودعت إلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية في إشارة إلى حلّ الدولتين وفق اتفاقية أوسلو ومبادرة السلام العربية، وكذلك كان الموقف الكويتي والعُماني.

أما الدوحة التي تدخّلت مبكّرًا عبر قنواتها الدبلوماسية عربيًا ودوليًا، فرحّبت بوقف إطلاق النار في غزة، وأكّدت في الوقت نفسه على ضرورة وقف الاعتداءات في القدس والمسجد الأقصى.

موقف رسمي "يستجيب" للموقف الشعبي

ويرى الكاتب الصحافي العُماني محمد اليحيائي أنّ هنالك ما يمكن وصفه بالوضوح أكثر في الموقف الرسمي العُماني تجاه الأحداث الأخيرة.

ويوضح اليحيائي، في حديث إلى "العربي"، أنّ بيان وزارة الخارجية العُمانية كان واضحًا ودقيقًا، بخلاف المرّات السابقة، حيث كان الموقف الرسمي يكتفي بالقول إنّه مع الحقّ الفلسطيني، في حين كان رفض العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر وضوحًا هذه المرّة.

ويعتبر أنّ بيان وزارة الخارجية هذا سانده موقف أشبه بالرسمي، وهو موقف المفتي العام للسلطنة الذي عبّر في أكثر من مرّة عن مساندته للفلسطينيين وللمقاومة الفلسطينيين.

ويلفت إلى أنّ الموقف الرسمي جاء استجابة للموقف الشعبي لأنّه عندما حدثت اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، كان الموقف الشعبي العُماني رافضًا، "ويبدو أنّ الحكومة قرأت ذلك الموقف الرافض، وواكبته هذه المرّة بموقف رسمي أكثر وضوحًا".

ويخلص اليحيائي أنّ عُمان مثلها مثل كثير من الدول العربية، هي مع الحقّ الفلسطيني ومع المبادرة العربية ومع حلّ الدولتين، وهذه هي الطروحات السياسية لا الشعبية في حقيقة الأمر.

هل من "تفاوت" في ردود الفعل الشعبية بين دول الخليج؟

في المقابل، لا تعتقد الكاتبة الصحافية البحرينية نزيهة سعيد أنّ هناك تفاوتًا في ردود الفعل الشعبية تجاه ما حدث ويحدث في فلسطين.

وتوضح سعيد، في حديث إلى "العربي"، أنّ "الهبّة الشعبية التي رأيناها منذ بدء المحاكمات التي وضعت أهالي حي الشيخ جرّاح في الواجهة، إلى المضايقات التي تعرّض لها المصلّون في المسجد الأقصى خلال ليالي شهر رمضان، إلى العدوان غزة، وجدت تفاعلًا واسعًا من الشارع الخليجي بصورة عامة".

وتشير إلى أنّ مواقف الدول الخليجية بصورة عامة كانت واضحة تجاه العدوان الإسرائيلي، لافتة إلى أنّ الكويت على سبيل المثال استخدمت بعض المصطلحات من قبيل بناء المستوطنات وعمليات التهجير وإخلاء القدس الشرقية، وتحدثت عن اعتداءات سافرة قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما جاء في البيان الكويتي الرسمي.

وتلاحظ، من جهة ثانية، أنّ الدولتين المطبّعتين للعلاقات السياسية، أي البحرين والإمارات، استخدمتا مصطلحات مثل "السلطات الإسرائيلية" أو "القوات الإسرائيلية" في مقاربتها للموضوع.

وتخلص إلى أنّ الشعب الخليجي يقف مع القضية الفلسطينية بالمُطلَق، لافتة فقط إلى وجود هوامش مختلفة لحرية التعبير وحيال قضايا معينة، بين دولة خليجية وأخرى.

المصادر:
العربي
شارك القصة