Skip to main content

تعود للعهد البيزنطي.. اكتشاف لوحة فسيفساء نادرة في غزة

الثلاثاء 20 سبتمبر 2022

بجوار شجرة زيتون متجذرة في أرض فلسطين المحتلة، عثر المزارع الفلسطيني سليمان النباهين في قطاع غزة على لوحة فسيفساء نادرة في حديقته، وهو الذي أمل يثمر تعبه زيتونًا مباركًا، فإذا به يحظى بكنز أثري شاهد على غنى الآثار وعراقة التاريخ الفلسطيني.

ففي الربيع الماضي كان ابن غزة يهم بزرع شجر زيتون جديدة عندما اصطدمت مجرفته بجسم صلب، فاتصل بابنه حيث قاما لمدة 3 أشهر باستخراج لوحة فسيفساء مزخرفة من العصر البيزنطي، يقول عنها الخبراء إنها واحدة من أعظم الكنوز الأثرية التي عثير عليا في غزة على الإطلاق.

ويعود تارخ اللوحة إلى فترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، لكن علماء آثار يشددون على إجراء تنقيب مناسب لتحديد تاريخها على وجه الدقة.

تقدر مساحة قطعة الأرض التي تحمل لوحة الفسيفساء بحوالي 500 متر مربع - الأناصول

ويقول عالم الآثار رينيه إلتر: إن "هذا الاكتشاف لم يكتشفه علماء آثار من قبل، بل كان هناك رجل يحفر حفرة ذات يوم في حديقته وصادف قطعة من الفسيفساء، هي بالتأكيد أجمل أرضية وجدت في غزة وتم الحفاظ عليها استثنائيًا".

تقدر مساحة قطعة الأرض التي تحمل لوحة الفسيفساء بحوالي 500 متر مربع، وتظهر 3 أماكن محفورة من أرضية الفسيفساء.

وأدت جذور شجرة الزيتون القديمة إلى إتلاف أجزاء من الفسيفساء التي يبدو أن مساحتها بالكامل تبلغ حوالي 23 مترًا مربعًا.

وتتميز الأرضة الفسيفسائية بزخارف تضم 17 صورة للوحوش والطيور، محفورة جيدة وألوانها زاهية ويدل على الحيوانات بخط من بلاط الفسيفساء الأسود لإبرازها مع عناية فائقة باختيار ألوانها، فضلًا عن اعتماد تقنية التظليل وهذا واضح من خلال شكل الريش الموجود بها، كما تظهر اللوحة وجود بطتين بإتقان فريد.

ونظرًا لفرادة هذه اللوحة الفسيفسائية، فقد أثارت اهتمام علماء الآثار، وفتحت الباب لدعوات بشأن توفير حماية أفضل للآثار في غزة التي تواجه بدورها تهديدات بسبب نقص الموارد والعوامل اللوجستية.

يعود تاريخ اللوحة إلى فترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادين - الأناضول

وفي هذا الإطار، أكد مدير عام الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار في غزة جمال أبو ريدا، أن غزة هي مدينة عريقة، وأن جذور الشعب الفلسطيني تمتد على هذه الأرض إلى آلاف السنوات.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من غزة، أن وزارة السياحة الآثار قامت بعمل مجسات في محيط الأرضية الفسيفسائية لمعرفة امتدادات الأرضية، وإن كان للموقع أي امتدادات خارج قطعة الأرض الموجودة عليها في شرق مخيم البريج.

وتابع أبو ريدا أن الوزارة مسؤولة عن كل المواقع والمباني الأثرية على مستوى قطاع غزة، مضيفًا على أنه بالرغم من الظروف الصعبة إلا أن الوزارة استطاعت في السنوات الأخيرة التواصل مع المؤسسات ذات العلاقة بالآثار في التغلب بعض الشيء على الأوضاع الصعبة والمؤلمة التي تعاني منها الوزارة.

المصادر:
العربي
شارك القصة