Skip to main content

تفاصيل مروعة.. عامل في "أطباء بلا حدود" يروي مشاهداته في السودان

الجمعة 21 أبريل 2023

تقدّم الشهادات التي يرويها مسعفون في السودان، لأول مرة منذ اندلعت المعارك، تفاصيل مروّعة عن الوضع "الكارثي" الذي انحدرت إليه البلاد في أقلّ من أسبوع وأصاب القطاع الصحي فيها.

وتكشف الشهادة التي قدمها العامل مع منظمة أطباء بلا حدود في منطقة دارفور سايروس باي صورة مرعبة عن العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي في البلاد.

وأوضح باي الذي يعمل لحساب منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الجنوب في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أنّ "غالبية المصابين هم من المدنيين الذين أصيبوا برصاصات طائشة والعديد منهم هم من الأطفال".

وأضاف: "لديهم كسور ناجمة عن الرصاص أو إصابات بطلقات نارية أو شظايا في سيقانهم أو بطونهم أو صدورهم، والكثير منهم بحاجة إلى نقل دم".

"وضع كارثي"

ومستشفى الجنوب في الفاشر المدعوم من "أطباء بلا حدود" هو بالعادة وحدة ولادة دون أي قدرات جراحية، ولكنّ المعارك اضطرت المسعفين لتدبّر أمورهم بسرعة.

وبحسب باي فإنه "منذ بدء القتال، اضطررنا لتغيير وجهة استخدام المستشفى لجعل معالجة المصابين أمرًا ممكنًا".

وأدت الاشتباكات التي اندلعت في منتصف أبريل/ نيسان في السودان إلى سقوط أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية الجمعة. وبحسب أطباء بلا حدود، فإن 279 شخصًا تلقوا العلاج في هذا المستشفى لوحده. ومن بين هؤلاء، توفي 44 شخصًا.

وأكد باي أنّ "الوضع كارثي"، موضحًا أن "هناك الكثير من المرضى الذين يعالجون على الأرض في الأروقة لأنه ببساطة لا توجد أسرّة كافية لاستيعاب العدد الهائل من الجرحى".

ويعيش السودان منذ السبت في معارك بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع، الرديفة للجيش، بقيادة محمد حمدان دقلو.

تعرض مستشفى للنهب

وهزّت الانفجارات ودوي الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم في ساعات الصباح الجمعة على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر.

وقال باي، اليوم الجمعة، من الفاشر التي تقع نحو 800 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم: "ما زلنا نسمع إطلاق النار". واضطرت مستشفيات أخرى في الفاشر إلى الاغلاق، بينما تعرض مستشفى الأطفال "للنهب بالكامل"، بحسب باي.

وأتى جراحون  من المشافي الأخرى إلى مستشفى الجنوب لتقديم المساعدة، لكنّ عدد المرضى في تزايد مستمر. وأضاف باي "لا تستطيع غرفتا العمليات اللتان تم إنشاؤهما التعامل مع التدفق المستمر" للمرضى، مشيرًا إلى أن اللوازم الطبية بدأت بالنفاد.

ويحاول المسعفون أيضًا التعامل مع حالات الولادة. وفي قسم الولادة، تتقاسم الآن امرأتان كل سرير. وأكد باي أنّ "الطاقم الحالي مضغوط تمامًا... إنّهم يعملون على مدار الساعة".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة