Skip to main content

"تمهّد" لحرب باردة بحرية.. تعرّفوا إلى غواصّة "بيلغورود" الروسية

الثلاثاء 26 يوليو 2022

تسلّمت البحرية الروسية، خلال الشهر الحالي، الغوّاصة "بيلغورود"، والتي تعدّ أطول غواصة معروفة في العالم حتى الآن.

ورغم أن أحد صنّاعها وصفوها بأنها "سفينة أبحاث"، إلا أن خبراء عبّروا عن قلقهم من تصميمها الذي يتضمّن معدّات تجسّس، واعتبروها "منصّة لأسلحة نووية، وبمثابة مرحلة جديدة لحرب باردة في المحيطات".

وذكرت وكالة أنباء تاس الحكومية الروسية أنه تمّ طرح "بيلغورود" عام 2019. وكان من المتوقّع تسليمها للبحرية الروسية عام 2020 بعد التجارب والاختبارات، لكن تمّ تأجيل الأمر بسبب جائحة كوفيد 19. ولم يتمّ تحديد جدول زمني لموعد نشرها فعليًا في المحيط.

وأشار الخبراء إلى أن "بيلغورود" قد تمهّد، في العقد المقبل، الطريق للعودة إلى مشاهد الحرب الباردة في المحيطات، مع قربها من الغواصات الأميركية وفي ظروف متوترة.

ما هي مميزات "بيلغورود"؟

  • صُممت "بيلغورود" لتكون نسخة معدّلة من الغواصات الروسية ذات الصواريخ الموجهة من فئة "أوسكار 2"، التي أصبحت أطول بهدف استيعاب أول طوربيدات شبح مسلحة نوويًا في العالم، ومعدات لجمع المعلومات الاستخباراتية.
  • تُعدّ "بيلغورود" أطول غواصة في المحيط اليوم، بطول يزيد عن 184 مترًا.
  • تتفوّق بطولها عن غواصات الصواريخ الباليستية والموجّهة من طراز "أوهايو"، التابعة للبحرية الأميركية، التي يبلغ طولها 171 مترًا.
  • ما يميّز بيلغورود عن الغواصات النووية حول العالم، أنها ستحمل طوربيدات بوسيدون النووية قيد التطوير، التي يتمّ تصميمها ليتمّ إطلاق صواريخها من على بعد مئات الأميال، والتسلل عبر الدفاعات الساحلية من خلال السفر على طول قاع البحر.
  • ستكون الغواصة الجديدة قادرة على حمل ما يصل إلى 8 طوربيدات، على الرغم من أن بعض خبراء الأسلحة يرجّحون أن تحمل ستة طوربيدات.
  • "بيلغورود" قد تكون الأولى في أسطول من 4 غواصات يمكنها حمل طوربيدات "بوسيدون"، مع اثنتين منها للخدمة في أسطول المحيط الهادئ الروسي، واثنتين في أسطولها الشمالي.

وكتب خبير الغواصات الأميركي إتش آي. ساتون على موقعه على الإنترنت في شهر مارس/ آذار الماضي: "هذا الطوربيد النووي الضخم فريد من نوعه في تاريخ العالم. هو فئة جديدة تمامًا من الأسلحة، وستعيد تشكيل التخطيط البحري في كل من روسيا والغرب، مما يؤدي إلى متطلبات جديدة وأسلحة مضادة جديدة".

مميزات طوربيدات "بوسيدون"

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 ، حذّر كريستوفر فورد، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي وعدم الانتشار، من أن طوربيدات "بوسيدون" مصمّمة "لإغراق المدن الساحلية الأميركية بموجات تسونامي المشعة، مما يجعل مساحات شاسعة غير صالحة للسكن لعقود".

وأشار إلى أن هذه الطوربيدات تتميز بالتالي:

  • طوربيدات "بوسيدون" النووية تهدف إلى أن تكون "أسلحة انتقامية، مصممة للرد على عدو بعد هجوم نووي على روسيا"، وفقًا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي صدر في أبريل/ نيسان الماضي.
  • طوربيد "بوسيدون" هو أكبر طوربيد تمّ تطويره على الإطلاق، إذ من المتوقّع أن يبلغ قطره مترين (6.5 أقدام) وطوله أكثر من 20 مترًا (65 قدمًا)، حسبما قال ساتون.

وروّج بوتين لطوربيدات "بوسيدون" عام 2018، حيث قال إنها "قادرة على المناورة بسهولة، وإذا تمّ تسليحها برؤوس حربية تقليدية، فيمكن استخدامها ضد أهداف، بما في ذلك مجموعات حاملات الطائرات، وتحصينات الشواطئ، والبنية التحتية".

لكن العديد من الخبراء يشكّكون بإمكانية إضافة الطوربيدات إلى الترسانة النووية في النهاية، كونها لا تزال قيد التطوير، مرجّحين أن تكون جاهزة بعد النصف الثاني من العقد الحالي.

بينما توقّع تقرير للكونغرس نشر هذه الطوربيدات عام 2027.

وكتب ساتون: "المستقبل تحت الماء، حيث تجتمع الغواصات البحرية المقاتلة الأميركية والبريطانية الروسية، سيكون بمثابة لعبة القط والفأر، وقد يؤدي إلى نشوء حرب باردة جديدة في القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ".

وفي حين أن بيلغورود قد تكون قاذفة اختبار لطوربينات "بوسيدون" المستقبلية، رأى ساتون أن الغواصة ستعمل على الأرجح منصّة لجمع المعلومات الاستخبارية، مضيفًا أنها ستضمّ طاقمًا من البحرية الروسية، وستعمل تحت إشراف المديرية الرئيسية لأبحاث أعماق البحار "جي يو جي آي" (GUGI)، وهي هيكل تنظيمي داخل وزارة الدفاع الروسية منفصل عن البحرية الروسية، مشيرًا إلى أن الغواصة ستقوم "بمهام خاصة سرية".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة