Skip to main content

حال استرجاعها من قسد.. آلاف النازحين السوريين يأملون بالعودة لبلداتهم

الأحد 4 ديسمبر 2022

يتطلع آلاف النازحين في مخيمات مناطق شمالي سوريا للعودة إلى بيوتهم في حال استرجاعها من المسلحين الأكراد.

فبعد سبع سنوات قضاها نازحًا في الخيمة، يحلم الحاج محمد قرندل بالعودة إلى بيته وبلدته، حيث نزح من مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي بعد أن سيطرت عليها ما يعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

عملية عسكرية محتملة

ومع تصاعد التصريحات التركية باحتمال قيامها بعمل عسكري يستهدف عددًا من المدن والبلدات السورية التي سيطرت عليها "قسد" شمالي حلب قبل 7 سنوات، يرى النازحون من أبناء تلك المناطق أن احتمالات انتهاء حياة النزوح والعيش في الخيام باتت ممكنة وإن كانت في ظروف مختلفة عن تلك التي عاشوها قبل سنوات.

ونزح أكثر من 320 ألفًا من بلداتهم وقراهم إلى المخيمات على الحدود السورية التركية، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مناطقهم في الشمال السوري، ويعيشون على أمل العودة إلى بلداتهم قبل التهجير.

إلى ذلك، لا يرى آلاف العوائل النازحة في المخيمات الهجرة خارج بلادهم حلًا بديلًا مهما كانت الصعوبات والمنغصات، ويتعلقون بأمل حدوث انفراج سياسي مكتمل الأركان يمكن أن ينهي معاناتهم بين معسكرات النزوح ويعيدهم إلى بلداتهم وجيرانهم وأرزاقهم، حسب مراسل "العربي".

وفي سياق متصل، بلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات عالية قياسية في شمال غربي سوريا، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إذ تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع الحاد، فيما لا تزال الخدمات الأساسية محدودة جدًا.

قلق أممي

ومؤخرًا عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الضربات البرية والغارات الجوية التي استهدفت مخيمات للنازحين، وسط مؤشرات مقلقة على تصعيد جديد لأعمال العنف في المنطقة.

وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخليًا في شمال غرب سوريا بـ2,8 مليون شخص، حيث يوجد نحو 1,7 مليون منهم في أكثر من 1400 موقع للنزوح، في حين أن 80% من النازحين نساء وأطفال، كما يعيش 800 ألف شخص في خيم أكثرها قديم ومكتظ وغير صالح للطقس القاسي.

ومن بين مخيمات الشمال السوري 282 في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية فيما يعرف بالمخيمات العشوائية.

فمنذ شهرين تقريبًا، كانت لمجلس الرقة المدني التابع لقوات سوريا الديمقراطية خطة لدمج 58 مخيمًا عشوائيًا يسكنها أكثر من 70 ألف شخص بأربعة مخيمات لتسهيل تقديم الدعم.

"وضع مأساوي"

وفي هذا الإطار، قال مدير مركز الهجرة واللجوء السوري أحمد جاسم الحسين: إن "السوريين لا يزالون منذ 10 سنوات يتقلبون على نار الخلافات الدولية والإقليمية، ويدفع المدنيون الثمن"، موضحًا أن أي حالة حرب ستقود إلى تحولات اجتماعية، وإلى مصائب جديدة لم يعد يتحملها الجسد السوري.

وأشار في حديث لـ"العربي" من أمستردام، إلى وجود حالة جديد من الخلافات الدولية والإقليمية تتزين بأزياء جديدة، إذ تحاول الأطراف المختلفة من خلالها تحقيق مصالحهم عبر الأرض السورية.

ولفت الحسين إلى أن الوضع في سوريا مأساوي، وأن البلاد عادت أكثر من 100 عام إلى الوراء على مختلف النواحي، مشيرًا إلى أن المشكلة الأكبر هو جيل الأطفال غير المتعلمين الذي وصفهم بالقنابل الموقوتة لأنهم طاقات بشرية يمكن أن توجه إلى طريق آخر، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تشهدها البلاد كتراجع قيمة الليرة السورية، ناهيك عن الحالة التمويلية الصعبة للمواطنين، فضلًا عن صعوبات في الشتاء لتأمين التدفئة اللازمة.

وأعرب عن أمله بتحييد المدنيين عن أي صراع، متسائلًا عن كيفية القيام بذلك، وهم سيكونون وقودًا للحرب وحل المشاكل بين الدول الإقليمية والدولية.

المصادر:
العربي
شارك القصة