Skip to main content

حاولوا خطف وزير العدل البلجيكي.. مافيا المخدرات تهدد أوروبا

الأربعاء 28 ديسمبر 2022
عصابات المخدرات تهدد الأمن القومي للدول الأوروبية - غيتي

يسلطّ تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على خطر مافيا المخدرات الدولي، التي تهدد الأمن القومي في عدد من البلدان الأوروبية ووصفت بأنها "أسوأ من تنظيم الدولة".

وقال فان كويكنبورن وزير العدل ونائب رئيس الوزراء البلجيكي الذي أحبطت الشرطة محاولة اختطافه في سبتمبر/ أيلول الفائت من طرف عصابة مخدرات هولندية، لصحيفة "التايمز" أن مكافحة عصابات الجريمة المنظمة يمثل أولوية بالنسبة إلى الأمن القومي في بلاده.

ويرى كويكنبورن الجريمة المنظمة بأنها "الإرهاب الجديد الذي تواجهه بلجيكا"، مشيرًا إلى صعوبة هذه المعركة قائلًا: إنه "قبل 6 سنوات شهدنا هجمات إرهابية في بروكسل والشدة نفسها أجدها مرة أخرى".

"التهديد الحقيقي لبلجيكا"

وما زال نائب رئيس الوزراء البلجيكي يعيش في حجز وقائي مع زوجته وأطفاله بعد محاولة اختطافه، حيث أمضى إجازة عيد الميلاد في منزل آمن تحت حراسة مشددة، بعد أن قبض على 4 رجال قرب منزل الوزير كان بحوزتهم بندقية كلاشينكوف وقنابل وأسلحة أخرى، فيما تعتقد أجهزة الأمن البلجيكية أن "شخصية بارزة في عالم المخدرات أمرت باختطاف كويكنبورن".

ووفق أجهزة الأمن كان الهدف من اختطاف وزير العدل استخدامه في المساومة على إطلاق سراح سجين خطير.

وشرح كويكنبورن في حديث مع "التايمز" أن عصابات الجريمة المنظمة تستخدم حاليًا أساليب إرهابية، فقبل نحو 10 سنوات كانوا يستهدفون بعضهم البعض، والآن باتوا يستهدفون رجال الدولة من سياسيين ورجال شرطة وقضاة بالإضافة إلى قتل الصحافيين، على حدّ قوله.

ويؤكّد الوزير البلجيكي: "لذلك يمكننا الحديث بشكل جازم وواضح عن وجود تهديد حقيقي لبلدنا".

الجهة التي حاولت اختطاف كويكنبورن

أما أحد المشتبه بهم في الإعداد لمحاولة الاختطاف، هو زعيم المافيا الهولندية رضوان تاغي البالغ من العمر 45 عامًا، الذي يقبع حاليًا داخل سجن شديد الحراسة بالعاصمة أمستردام ومتهم بإصدار أوامر بقتل شاهد رئيس ضدّه بالإضافة إلى قتل الصحافي الهولندي البارز بيتر دي فريس.

كما تشير تحقيقات الشرطة أيضًا إلى ضلوع متهم آخر يدعى جوس ليديكر البالغ من العمر 30 عامًا، الذي يعدّ أحد المهربين الرئيسيين للكوكايين إلى أوروبا والمتهم بقتل امرأة بعدما عثر على صورها "عارية ومعذّبة" في هاتف جرت مصادرته في أثناء عملية القبض على رضوان تاغي في دبي عام 2019.

ويقول مسؤولون إن ليديكر غسل عشرات الملايين من الدولارات، ومئات الكيلوغرامات من الذهب، ويتزعم "عصابة الأخطبوط" التي اشتهرت بإخفاء المخدرات في شحنات الحبار المجمّد.

"جبال من الكوكايين"

وتستحوذ عصابات المخدرات التي يديرها تاغي وليديكر على الجزء الأكبر من تجارة الكوكايين في أوروبا حيث تشير تحقيقات إلى أنهما يجلبان المخدرات إلى ميناء أنتويرب في بلجيكا، وهو ثاني أكبر ميناء في أوروبا، قبل توزيعها في البلدان الأوروبية الأخرى.

واستطاعت الجمارك البلجيكية مصادرة كميات كبيرة من الكوكايين في ميناء أنتويرب، لدرجة أن المحارق لم تستطع مواكبة عمليات تدميرها بالكامل ما أدى إلى وجود "جبال من الكوكايين" مكدّسة في مستودعات آمنة، وفق "التايمز".

كذلك، صادرت الشرطة البلجيكية منذ أيام قليلة 10 أطنان من الكوكايين تزيد قيمتها على 800 مليون دولار.

تجارة المخدرات في أوروبا

وبحسب أرقام الأمم المتحدة تصل قيمة تجارة الكوكايين الأوروبية إلى أكثر من 138 مليار دولار سنويًا فيما يتوقع أن تصل كمية المخدرات المضبوطة في ميناء أنترويب وحده إلى 100 طن، مقابل 73 طنًا تمت مصادرتها في ميناء روتردام الأكبر في أوروبا.

رغم ذلك، يعتقد خبراء أن ما اكتشف حتى الآن يمثّل 10% فقط من المخدرات التي تدخل أوروبا كل عام.

المصادر:
العربي
شارك القصة