Skip to main content

خيار الحرب ينتصر في أفغانستان.. مسار السلام موضع شكّ

الأحد 14 فبراير 2021

على وقع عودة لافتة للهجمات التي تهزّ المدن الأفغانية، وتبادل حركة طالبان والحكومة الأفغانية التهم في شأن المسؤولية عنها، يبدو أن خيار الحرب هو الذي انتصر على كلّ الجبهات في أفغانستان، فيما أصبح مسار السلام محل تساؤل وشكّ أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

وفي حين أكّدت حركة طالبان التزامها باتفاق الدوحة وإصرارها على خفض العنف في البلاد، في الوقت الذي تتهمها واشنطن والحكومة الأفغانيّة بخرقه ومحاولة الالتفاف على المسار التفاوضيّ، تقول الإدارة الأميركيّة الجديدة إنّها تراقب بخيبة أمل كبيرة التطورات الجارية في أفغانستان.

وسط ذلك، تبقى المحادثات الأفغانية في الدوحة عالقة، فهي لا تتقدم بل تغالب الانهيار، فيما يتنازع صنّاع القرار في الولايات المتحدة حول نهجين: نهج الصرامة أو نهج المرونة، في ظلّ اعتقادٍ بأنّ قرار الخروج من البلاد التي اتخذته الإدارة السابقة يبدو للإدارة الجديدة خطوة متسرعة تستدعي المراجعة.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات عن مستقبل اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان، وكيف يُقرَأ تصاعد موجة العنف في الآونة الأخيرة، في وقتٍ يُنظَر إلى تبدّل الرسائل على الجبهات، على أنّه تأكيد لموازين القوة وضبط لسقوف التفاوض المقبلة.

"طالبان" تتجنّب المفاوضات

يرى مدير العلاقات الدولية في مجلس الأمن القومي شوجا جمال أنّ وفد "طالبان" يتجنب أيّ عملية تفاوض مباشرة من أجل إنجاح عملية السلام، بالتزامن مع هجمات غير مسبوقة وعمليات اغتيال في المدن الكبرى تستهدف أيّ شخصيات يفترض أنها تعارض طالبان.

ويشير جمال، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ هذه الهجمات طالت ناشطين مدنيّين بما في ذلك نشطاء يدافعون عن القيم الديمقراطية، وكذلك موظفين في الخدمة العامة، مشدّدًا على أنّ حركة "طالبان" غير متعاونة في المفاوضات، وترفض الانخراط في العملية السياسية.

ويعتبر أنّ سبيل المضيّ قدمًا هو عودة "طالبان" إلى الدوحة للتفاوض مع الوفد الحكومي.

"طالبان" تقاوم المحتلّ

في المقابل، يؤكد مدير المركز الافغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير أنّ حركة طالبان تصرّ على أنها "تقاوم المحتلّ"، وأنّ ليس بينها وبين الأفغان مشكلة، وهي لا تحارب الحكومة الأفغانية إذا لم يكن هناك وجود للقوات الأجنبية في أفغانستان.

ويشير بهير، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ الاتفاقية الأميركية-الأفغانية جاءت من أجل هذه الحاجة، حيث أن حركة طالبان "أقنعت العالم أنّه ليس هناك سبيل للسلام إلا أن توافق الولايات المتحدة على الانسحاب من الأراضي الأفغانية".

ويلفت إلى أنّ المشكلة كانت أنّ حركة طالبان لا تحاور الحكومة الأفغانية، وترى أنّ الجانب الأساسي في الحرب في أفغانستان هو أميركا، التي لا تعترف بالحركة بوصفها حركة وطنية إنما تصفها بالإرهابية. ويشدّد على أنّ شروط الحركة للجلوس على طاولة المفاوضات ليست جديدة.

واشنطن قد لا تواصل انسحابها

أما  السفير الأميركي السابق في أفغانستان رونالد نيومان فيتحدّث عن عدة إشارات إلى إمكانيّة عدم مواصلة القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان، مشيرًا إلى أنّه "كان من الواضح للجانب الأميركي من البداية بأن الانسحاب الأميركي سيستند إلى شروط على الطرفين تلبيتها وتحقيقها، وطالما أنّ أحد الأطراف لا يلبي هذه الشروط، فإنّه من غير المرجح أن تنسحب الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو".

وإذ يؤكد أنّه لا يتحدّث بالنيابة عن الولايات المتحدة، يشدّد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، على وجوب ممارسة الضغوط على طالبان، لتنفيذ الاتفاق مع الولايات المتحدة، والحد من الضغوط على الحكومة الأفغانية التي يطالبونها بما يشبه الاستسلام.

ويلفت إلى أنّ عدد القوات الأميركيّة الذي لا يزال موجودًا في أفغانستان "محدود جدًا"، مشدّدًا على أنّ السؤال الأساسي هو عمّا إذا كان التفاوض من أجل معاهدة سلام من شأنها أن تحفظ حقوق الإنسان البديهية، أم سيتمّ التخلّي عن كلّ ذلك ببساطة، منبّهًا إلى أنّ الاستسلام لشروط "طالبان" لن يكون سلامًا "يستحقّ التعب من أجله"، على حدّ قوله.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة