Skip to main content

دراسة مثيرة.. النوم الجيد يعزز الشعور بالشباب

الأحد 31 مارس 2024
وجدت دراسة حديثة أن للنوم تأثيرا كبيرا على مدى شعور الفرد بالعمر- غيتي

توصل باحثون إلى أن ليلتين من النوم المتقطع كافيتين لجعل الفرد يشعر بأنه أكبر سنًا بسنوات، فيما يعد النوم المتواصل والمريح عاملًا رئيسيًا يساعد على تجنب الشعور بالعمر الحقيقي.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، فقد أجرى علماء نفس في السويد دراسة شملت عددًا من المتطوعين. وأظهرت أن المتطوعين شعروا، في المتوسط، بأنهم أكبر سنًا بأكثر من أربع سنوات عندما تم تقييدهم بأربع ساعات فقط من النوم لمدة ليلتين متتاليتين، حيث ادعى البعض أن النعاس جعلهم يشعرون بأنهم أكبر سنًا بعقود.

ولوحظ العكس عندما سُمح للأشخاص بالنوم لمدة تسع ساعات، على الرغم من أن التأثير كان أكثر تواضعًا، حيث ادعى المشاركون في الدراسة أنهم يشعرون في المتوسط بأنهم أصغر بثلاثة أشهر من عمرهم الحقيقي بعد فترة راحة كافية.

تأثير ساعات النوم على الشعور بالسن

ونقلت صحيفة "الغارديان" عن الدكتورة ليوني بالتر، عالمة المناعة النفسية العصبية في معهد كارولينسكا في ستوكهولم والمؤلفة الأولى للدراسة قولها "إن للنوم تأثيرا كبيرا على مدى شعورك بالعمر، ولا يقتصر الأمر على أنماط نومك على المدى الطويل فقط". وأكّدت أنه "حتى عندما تنام أقل لمدة ليلتين فقط، فإن ذلك له تأثير حقيقي على ما تشعر به". 

ولفتت باتر إلى أنه بالإضافة إلى مجرد الشعور بالشيخوخة، فإن تصور التقدم في السن بسنوات عديدة قد يؤثر على صحة الناس، من خلال تشجيع الأكل غير الصحي، والحد من ممارسة الرياضة البدنية، وجعل الناس أقل رغبة في الاختلاط الاجتماعي والانخراط في تجارب جديدة.

دراستان شملتا 600 شخص

وقد أجرى الباحثون دراستين، بحسب الصحيفة. في الدراسة الأولى، أجاب 429 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا على أسئلة حول مدى شعورهم بالعمر وعدد الليالي إن وجدت، التي ناموا فيها بشكل سيئ في الشهر الماضي. كما تم تصنيف شعورهم بالنعاس وفقًا لمقياس قياسي يستخدم في أبحاث علم النفس.

وجدت الدراسة أنه مقابل كل يوم من النوم السيئ شعر المتطوعون بأنهم أكبر سنًا بثلاثة أشهر في المتوسط- غيتي

ووجد العلماء أنه مقابل كل يوم من النوم السيئ شعر المتطوعون بأنهم أكبر سنًا بثلاثة أشهر في المتوسط، في حين أن أولئك الذين لم يبلغوا عن ليالي نوم سيئة في الشهر السابق شعروا في المتوسط بما يقرب من ست سنوات أصغر من عمرهم الحقيقي. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان النوم السيئ يجعل الناس يشعرون بالشيخوخة أم العكس.

وفي الدراسة الثانية، قام الباحثون باستجواب 186 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 18 و46 عامًا حول مدى شعورهم بالعمر بعد ليلتين من النوم الوفير، حيث ناموا تسع ساعات كل ليلة، وليلتين عندما ناموا لمدة أربع ساعات فقط في الليلة.

فبعد ليلتين من النوم المحدود، شعر المشاركون في المتوسط بعمر أكبر بمقدار 4.44 سنة عما كانوا عليه عندما حصلوا على قسط وافر من النوم. ولا يُستغرب أن يكون الشعور بالتقدم في السن مرتبطًا بالشعور بالنعاس.

مرونة العمر الذاتي

وقالت بالتر: "إذا كنت تريد أن تشعر بالشباب، فإن الشيء الأكثر أهمية هو حماية نومك".

وتعتبر بالتر أن النتائج، إذا تم تأكيدها، يمكن استخدامها بشكل جيد. وتقول: "إنه من المهم أن ندرك مدى مرونة العمر الذاتي". "إذا تمكنا من جعل الناس يشعرون بأنهم أصغر سنًا، فقد يكونون قادرين على الحصول على الفوائد المرتبطة بذلك، مثل أن يكونوا أكثر استعدادًا لخوض تجارب جديدة وأن يكونوا نشطين اجتماعيًا وجسديًا".

من جهتها، تصف سيرينا ساباتيني، عالمة النفس في جامعة سري، والتي لم تشارك في الدراسة، النتائج بأنها "واعدة"، لكنها قالت إن التحقيق فيما إذا كانت نفسها لدى كبار السن يجب أن يكون أولوية للبحث المستقبلي.

وأضافت: "الشيء المهم الآخر الذي يجب مراعاته في الأبحاث المستقبلية هو استكشاف هذه الآليات مع مرور الوقت".

وتساءلت عن الآثار التراكمية للنوم السيئ لأشهر وسنوات؟".

كما تعتبر يوليانا هارتيسكو، المحاضرة في علم النفس بجامعة لوبورو، والتي لم تشارك أيضًا في الدراسة، أن نوعية النوم غير الكافية أو السيئة مهمة لسلوكيات نمط الحياة التي تؤثر في النهاية على الصحة على المدى الطويل. وتؤكّد أن "النوم هو سلوك قابل للتعديل وله تأثير فوري وملحوظ على الصحة".

المصادر:
ترجمات
شارك القصة