Skip to main content

"دوغكوين" قبل 2000 عام.. هل استخدم البشر الكلاب على شكل "أدوات مالية"؟

الأربعاء 29 سبتمبر 2021
استخدم العلماء التكنولوجيا الوراثية لكشف أسرار حول كيفية تداول البشر للكلاب وتربيتها منذ زمن طويل

قد تكون الكلاب أفضل صديق للإنسان، لكن بعضهم ينظرون إليها على أنها سلع يتم شراؤها وبيعها. فقد أدى ظهور تربية الكلاب في القرن التاسع عشر، مدفوعًا بالاعتقاد الفيكتوري في تحسين النسل، إلى ثقافة الحيوانات الأليفة التي يتم فيها شراء الكلاب وبيعها، وتربيتها من أجل "سلالاتها".

ورغم أن تسليع الكلاب قد يبدو اتجاهًا حديثًا، لكن الدراسات الجينية تشير إلى أن الكلاب كانت تستخدم على شكل أدوات مالية منذ آلاف السنين. وتلقي دراسة جديدة مزيدًا من الضوء على كيفية تداول الكلاب من قبل البشر القدامى، جزئيًا من خلال النظر في جيناتها.

فقد درس فريق دولي من الباحثين بقيادة باحثين من جامعة كوبنهاغن جينومات كلاب سيبيريا وأوراسيا، القديمة والتاريخية لفهم نسبها. 

وعلى الرغم من أن هذه الكلاب كانت متجانسة وراثيًا منذ ما بين 7000 و 9500 عام، إلا أنها بدأت منذ 2000 عام على الأقل تُظهر علامات التأثير الجيني للكلاب التي نشأت في الغرب.

ونظرًا لأن المواقع الأثرية التي تتوافق مع المكان الذي عاشت فيه هذه الكلاب تضمنت أيضًا مواد غير محلية مثل العناصر المعدنية والخرز الزجاجي، فمن المنطقي أن نفترض أنه تم تداول الكلاب كجزء من شبكة تجارية أكبر بكثير، بحسب الدراسة.

وقد تزامن إدخال هذه الكلاب الأجنبية في المجموعة الجينية لمجتمع سيبيريا مع تطورات مهمة مثل إدخال علم المعادن واستخدام الرنة للزراعة والنقل.

ويستنتج المؤلفون: "إن هذا يشير إلى أن هذه التحولات العميقة شمال غربي سيبيريا كانت مرتبطة باستيراد الثقافة المادية (بما في ذلك الكلاب) من المناطق المجاورة من خلال إنشاء شبكات تجارية واسعة النطاق".

وقالت الكاتبة الرئيسة تاتيانا فيويربورن لصحيفة "هريتيج ديلي": "يبدو أن البشر كانوا معزولين وراثيًا إلى حد ما ولم يختلطوا بالسكان الخارجيين". وأضافت: "نحن لا نرى ذلك مع الكلاب، مما يشير إلى أن الكلاب تم تداولها بدلًا من التحرك مع الناس. لذلك كانت هناك بالتأكيد تفاعلات بين السكان في هذه المناطق من سيبيريا".

كما لاحظ باحث آخر شارك في الدراسة أنه تم العثور على فراء الكلاب في قطع أثرية لملابس تم العثور عليها في تلك المجتمعات، مما يشير إلى أن أجساد الكلاب قد تحولت إلى سلع بعد انتهاء حياتها أيضًا.

وفي السنوات الأخيرة، استخدم العلماء التكنولوجيا الوراثية لكشف أسرار حول كيفية تداول البشر للكلاب وتربيتها منذ زمن طويل. وفي العام الماضي، ألقت دراسة أخرى شارك فيها باحثون في جامعة كوبنهاغن الضوء على الوقت الذي تكيفت فيه الكلاب الزلاجات مثل كلاب سيبيريا، وكلاب ألاسكا مالاموت، وكلاب غرينلاند لأول مرة مع القطب الشمالي. 

وعلى وجه التحديد، قاموا بتحليل الحمض النووي لكلب سيبيري يبلغ من العمر 9500 عام يدعى "زهوخوف" (Zhokhov) وأدركوا أنه يشارك جزءًا كبيرًا من جيناته مع كلاب الزلاجات. و كشف هذا أن كلاب القطب الشمالي الحديثة أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

المصادر:
صحافة أجنبية
شارك القصة