Skip to main content

دول تأخرت في إطلاق حملات التطعيم ضد كورونا.. تشكيك وأسباب اقتصادية

الإثنين 1 فبراير 2021
بعد عام أو أقل، قد يصبح الجيل الأول من لقاحات كوفيد-19 غير فعّال، وربما يكون هناك حاجة إلى تركيبات معدّلة

أكثر من مئة دولة لم تبدأ بعد في تطعيم سكانها ضد فيروس كورونا المستجد، لأسباب متعددة منها الفقر وعدم التنظيم، والاعتماد بشكل كبير على آلية "كوفاكس" أو الحذر.

ونشرت وكالة فرانس برس لائحة بخمس دول "لها رمزية" تأخر اللقاح فيها.

اليابان

تعدّ اليابان بمنأى نسبيًا عن الوباء مع تسجيلها أقل من 6 آلاف وفاة فيما عدد سكانها 126 مليون نسمة، و أبرمت هذه الدولة المتقدمة مؤخرًا اتفاقات مع مختبرات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا لاستيراد لقاحات تكفي جميع سكانها.

ورغم التحدي الوطني الذي يتمثل في تنظيم الألعاب الأولمبية في تموز/ يوليو والتي تم تأجيلها أصلًا لمدة عام بسبب كوفيد-19، اختارت اليابان أن تمنح نفسها المزيد من الوقت قبل إطلاق حملة التطعيم.

وتتحدث وسائل إعلام عن إطلاق هذه الحملة في مايو/ أيار، بعد أكثر من خمسة أشهر من معظم البلدان المتقدمة الأخرى. فيما لم يحصل أي لقاح بعد على الضوء الأخضر من السلطات التي ترغب في إخضاع اللقاحات لفحوص سريرية معززة.

أما سبب التأخير فيعود إلى أن اليابان واحدة من أكثر الدول المشككة في اللقاحات وترغب الحكومة في حماية نفسها من الدعاوى القضائية الجماعية المحتملة، وتحميل السلطات المسؤولية عن أي آثار جانبية.

وفي محاولة ليكون مثالًا يحتذى به، أعلن رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا أنه سيكون من بين أول من يتم تلقيحهم. وبعد ذلك، سيقدم اللقاح لنحو 10 آلاف عامل صحي ثم لـ50 مليون شخص يبلغون أكثر من 65 عامًا.

لبنان

بسبب أزمتين اجتماعية واقتصادية أسفرتا عن اشتباكات منتظمة بين محتجين والقوات الأمنية، على لبنان الاعتماد بشكل أساسي على آلية "كوفاكس" التابعة لمنظمة الصحة العالمية للحصول على اللقاحات، مثل 92 بلدًا آخر.

ومن المتوقع وصول اللقاحات الأولى من شركة فايزر الأميركية بحلول منتصف فبراير/ شباط في هذا البلد المتضرر بشدة جراء الوباء والذي يخضع سكانه البالغ عددهم ستة ملايين نسمة لتدابير إغلاق صارمة للغاية.

وتم إطلاق منصة للتسجيل المسبق للتطعيم في نهاية يناير/ كانون الثاني وجمعت أكثر من 100 ألف طلب في أقل من 24 ساعة. على أن تكون الأولوية للعاملين في المجال الطبي والبالغين أكثر من 75 عامًا.

من جهتها، أكدت وزارة الصحة أنها تسعى لتلقيح 80% من السكان بحلول نهاية العام، وهو هدف اعتبرته منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية وبعض المسؤولين الطبيين غير واقعي.

جنوب إفريقيا

تعتمد جنوب إفريقيا الدولة الإفريقية الأكثر تضررًا بالفيروس -مع تسجيلها أكثر من 44 ألف وفاة- مثل معظم دول القارة السمراء؛ على آلية "كوفاكس" جزئيًا وعلى الاتحاد الإفريقي لإمدادات اللقاح.

ومع ذلك، فقد طلبت البلاد بشكل مباشر 1,5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المنتج في الهند والتي تأمل أن تبدأ به حملة التطعيم في منتصف فبراير/ شباط.

وتلقت البلاد أول شحنة من اللقاحات الإثنين، بعد انتقاد السلطات لبطئها في حملات التطعيم.

وأعلنت الحكومة في نهاية يناير/ كانون الثاني أنها حجزت 20 مليون حقنة من لقاح فايزر، ما يزيد العدد الإجمالي للحقنات المطلوبة إلى 40 مليونًا.

وتهدف الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة إلى تلقيح ثلثي السكان بحلول نهاية العام، وهو ما اعتبرته لجنة الأطباء غير قابل للتحقيق.

كولومبيا

لن تبدأ كولومبيا حملة التطعيم قبل 20 فبراير/ شباط، رغم أنها ثالث أكثر دولة تضررًا في أميركا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك بالوباء مع وفاة 53 ألف شخص.

ونددت المعارضة والسلطات الطبية بشدة بـ"تأخر" و"عدم شفافية" حملة التطعيم في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة.

من جهته، أكد الرئيس إيفان دوكي أنه سيتم تطعيم مليون شخص بنهاية مارس/ آذار. وحتى الآن، طلبت أكثر من 60 مليون جرعة من مختبرات رئيسية وعبر آلية كوفاكس.

البوسنة

لم تبدأ البوسنة بعد حملة التطعيم رغم أنها تملك واحدًا من أعلى معدلات الوفيات في العالم مع 4650 وفاة لـ3,5 ملايين شخص.

وتعرّض ميلوراد دوديتش الرئيس الصربي البوسني الذي يشغل الرئاسة الدولية للبوسنة لانتقادات شديدة، وزعم أنه والقادة الآخرين "خدعوا بمسألة التوريد عبر آلية كوفاكس" التي طلبت من خلالها البلاد 1,2 مليون جرعة، ولا يتوقع أن تصل قبل الربيع.

وتأمل جمهورية صرب البوسنة أن تكون قادرة على بدء الحملة "في الأيام القليلة المقبلة" بحوالى 100 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الذي طلبته من روسيا.

وقالت الحكومة الفدرالية التي تتوقع أيضًا الحصول على 900 ألف جرعة من خلال آلية الإمداد الخاصة بالاتحاد الأوروبي، إنها تسعى لطلب جرعات إضافية مباشرة من الصين وروسيا ومختبر فايزر.

ما هي آلية كوفاكس؟

يعرّف موقع اليونسيف "كوفاكس" بأنها مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 في إطار تعاون عالمي.

 وتهدف مبادرة كوفاكس، إلى التعجيل بتطوير وتصنيع لقاحات مرض كوفيد-19، وضمان إتاحته لكل بلد من بلدان العالم بعدل وإنصاف.

ويتمثل دور آلية كوفاكس في المراقبة المستمرة لتطوير لقاحات مرض كوفيد لتحديد أنسب اللقاحات المرشحة. 

ويعمل المرفق مع المُصَنِّعين لتحفيزهم على توسيع طاقتهم الإنتاجية قبل الترخيص القانوني للقاحات. 

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة