Skip to main content

ذكاء المسافات.. ما تعريفه وكيف يؤثر على العلاقات الاجتماعية؟

الأربعاء 3 فبراير 2021

يحتاج الإنسان بلا شك إلى التواصل وتكوين علاقات إنسانية مع الآخرين، لكنه في المقابل يخاف من الأذى الذي سينتج من تلك العلاقات أحيانًا.

وكان الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور قد وضع نظرية حول العلاقة الإنسانية تُسمّى "معضلة القنفذ"، أي أنه عندما تتجمع القنافذ معًا من أجل الدفء في فصل الشتاء، فإن كل واحد منهم قد يقوم بوخز الآخر من خلاله أشواكه، مما يضطرهم إلى الابتعاد عن بعضهم البعض. لكن هذا الابتعاد سيشعرهم بالبرد، فالبرد هنا سيقودهم إلى بعضهم مرة آخرى، ثم يحدث الشيء نفسه مرارًا. وفي النهاية سيكتشفون أن أفضل ما يمكن فعله هو البقاء على مسافة صغيرة من بعضهم بعضًا.

وتوضح مدربة التنمية البشرية قمر النابلسي أن ذكاء المسافات هو كيفية التوازن بين رغبة الإنسان وحاجته لعلاقات إنسانية، وكيفية تجنب الأذى الذي قد ينتج عن هذه العلاقات.

وتضيف النابلسي أن ذكاء المسافات هو مهارة لدى البشر، مشددة على وجوب إتقان الإنسان هذه المهارة كي يحصل على علاقات مريحة ومتوازنة، وتوضح أن وضع حدود ومسافات بين شخص وآخر من شأنه أن يقلل من المشاكل والتعديات والتدخل في شؤون الآخرين.

 إتقان ذكاء المسافات

وتشير النابلسي إلى أن هناك خطوات عدة لإتقان ذكاء المسافات، منها أن يعرف الإنسان ذاته، ويرسم حدودًا في العلاقة مع الآخرين، بالإضافة إلى احترام حدود الآخرين والالتزام بالحدود التي يضعها.

وتؤكد أن "الإنسان لا يمكنه العيش من دون الآخر، والحدود لا تعني البعد، بل تحديد نمط وشكل العلاقة مع الآخر".

وعن الحدود بين أفراد العائلة الواحدة، تقول النابلسي: "وضع المسافات يختلف من شخص إلى آخر، حسب نوع  العلاقة، وإن وضع الحدود بين أفراد العائلة يسهل على الإنسان وضع مسافات مع الآخرين من الأصدقاء والزملاء".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة