Skip to main content

رئيسة مركز الصحة العالمي: التوتر الجيوسياسي زاد من سوء الجائحة

الأربعاء 6 يناير 2021
أثرت التوترات الجيوسياسية على الاستجابة الصحية لمواجهة الجائحة

 قالت خبيرة في علم السياسة والصحة على المستوى العالمي لوكالة "فرانس برس" إن التوترات الجيوسياسية السائدة قبل جائحة كوفيد-19 أثرت في الاستجابة الصحية الدولية، ما أدى إلى تعميق الأزمة على نحو كبير.

فبعد أكثر من عام من ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين، توفي أكثر من1,8  مليون شخص جراء الوباء، وأصيب ما يقرب من 86 مليونًا بالفيروس في جميع أنحاء العالم.

وترى إيلونا كيكبوش، المديرة المؤسِّسة ورئيسة مركز الصحة العالمي في جنيف، إن الأمور ما كان ينبغي لها أن تكون سيئة إلى هذا الحد. فلولا الحروب التجارية والتوترات الأخرى التي شهدها عام 2019، لما انتهى كانون الثاني يناير 2020 إلى ما كان عليه، إذ قادت التوترات الجيوسياسية العالم إلى مثل هذا الوضع.

وتقارن كيكبوش، بين طريقة التعامل مع الأزمات الصحية العالمية السابقة والتعامل مع كوفيد-19 اليوم. إذ وبشكل عام تجاوزت البلدان في العقود الأخيرة خلافاتها وتعاونت لمكافحة الأمراض الفتاكة. بينما تتشبث اليوم بمواقفها.

وتشير الخبيرة في علم السياسة إلى أن العالم تضافر للقضاء على مرض الجدري في ذروة الحرب الباردة، وحتى عندما ظهرت متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، وهو فيروس كورونا آخر، في الصين وتسبب في فوضى بين عامي 2002 و2003، كان رد الفعل العالمي هو التعاون والدفع نحو مزيد من الشفافية.  وفي ذلك الوقت، اعترفت بكين بأنها ارتكبت أخطاءً وأعادت تنظيم وزارة الصحة، وأنشأت المراكز الصينية لمراقبة الأمراض. وتصرفت الدول الأخرى معها بحسن نية ودعت إلى مزيد من التعاون.

أما اليوم هناك تشبث في المواقف، بشكل واضح تمامًا، في كل جانب، وفق تعبير كيكبوش. وتؤكد أن التوترات الجيوسياسية أثرت في الاستجابة الصحية العالمية، مشيرة إلى تحول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى لعبة جيوسياسية لتبادل اللوم بين كل طرف وآخر.

وقد يكون كشف المنشأ الحيواني لكوفيد-19 الذي يسعى العلماء إليه بشدة أحد ضحايا الاستجابة الوبائية التي انطوت على مواجهة. إذ ما يزال منشأ الفيروس محل نزاع مرير وسط اتهامات متبادلة وتكهنات من المجتمع الدولي وتعتيم من بكين العازمة على نشر روايتها الخاصة حول الفيروس.

وفي حين تعتقد كيكبوش أنه سيكون من الصعب جدًا العثور على مصدر الفيروس، بعد مضي الكثير من الوقت، إلا أنها تأمل أن تساعد المهمة المرتقبة لبعثة منظمة الصحة العالمية، في الكشف عن كيفية اتخاذ القرارات المصيرية وتسليط الضوء على أهمية فصل الصحة العالمية عن الجغرافيا السياسية.

وتلفت الخبيرة أن العالم يحتاج "لأن نقضي عام 2021 في محاولة إعادة الصحة العالمية إلى مسارها الصحيح، لأنه بخلاف ذلك، سنواجه مشكلات جد خطيرة".

 

المصادر:
فرانس برس
شارك القصة