Skip to main content

رفضًا لثقافة "الإلغاء".. أشهر موسيقيي روسيا "ينتفض" لفناني بلاده

الإثنين 7 مارس 2022

شكلت استقالة كبير قائدي الأوركسترا في مسرح البولشوي الروسي المعروف، توغان سوخيف، أمس الأحد، جدلًا واسعًا جراء بيانه شديد اللهجة الذي كشف تعرضه لضغوط لإدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا. 

وبعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط الماضي البدء بـ"عملية عسكرية" على الأراضي الأوكرانية، انهالت العقوبات على روسيا لتطال الوسط الثقافي والفني والرياضي، حيث أعلنت لندن إلغاء عروض فرقة بولشوي الشهيرة في موسكو المقررة خلال الصيف المقبل. 

وقال سوخيف أيضًا إنه استقال من منصبه كقائد لأوركسترا في مدينة تولوز الفرنسية، حيث ضغط عليه المسؤولون لتوضيح موقفه من الحرب.

أمر "صادم ومهين"

وأضاف الموسيقي الروسي في منشور باللغة الإنكليزية على فيسبوك: "اليوم وجدت نفسي مضطرًا لاتخاذ خيار واختيار واحدة من عائلتي الموسيقية على الأخرى. ويُطلب مني اختيار تقليد ثقافي على الآخر".

وقال: "قررت الاستقالة من منصبي كمدير موسيقى لمسرح بولشوي في موسكو وأوركسترا ناشيونال دو كابيتول دي تولوز بشكل فوري".

وأوضح في منشوره المطول: "نحن الموسيقيون سفراء سلام. فبدلًا من استخدامنا وموسيقانا لتوحيد الأمم والشعوب، يقومون بتفريقنا، وينبذوننا". 

ويعتبر سوخيف واحدًا من كبار قادة الأوركسترا الواعدين في العالم، فالموسيقي الذي يبلغ من العمر 44 عامًا، له مشاركات في جولات عالمية، حيث يتهافت متذوّقو هذا الفن الراقي لحضور عروضه الضخمة والراقية. 

كما أضاف سوخيف في منشوره: "لم أكن يومًا إلا مع السلام، وسأكون دائمًا ضدّ أيّ صراعات بأي شكل من الأشكال، لكن أن يشكك البعض في رغبتي في السلام، ويعتقدوا أنني كموسيقي يمكن أن يتحدث عن أي شيء غيره على كوكبنا، فهذا أمر صادم ومهين".

غير معقول

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين فرنسيين نفيهم ممارسة البلاد أي نوع من الضغط على سوخيف، كما عبّروا عن حزنهم لقرار الموسيقي الذي قاد الأوركسترا منذ عام 2008، بعد أن شارك في فعاليات المدينة الموسيقية قبلها بثلاث سنوات.

وقال رئيس بلدية تولوز، جان لوك مودينك، في بيان: "لم نتوقع قط، أو الأسوأ من ذلك، نطلب من توغان أن يختار بين بلده الأصلي ومدينته الحبيبة تولوز، فلا معنى لذلك، لكن كان من غير المعقول تخيل أنه سيبقى صامتًا في مواجهة هذه الحرب، سواء من ناحية الموسيقيين، أو الجمهور، أو المجتمع".

لكن سوخيف قال في بيان استقالته: "أنا فخور للغاية ودائمًا بكوني قائدًا أتى من بلد ثقافي غني مثل روسيا، كما أنني فخور جدًا بكوني جزءًا من الحياة الموسيقية الفرنسية الغنية منذ عام 2003. فهذا ما تفعله الموسيقى".

وأضاف: "في تولوز ومسرح بولشوي قمت بدعوة مطربين ومؤدي أوبرا أوكرانيين بانتظام. ولم نفكر أبدًا في جنسياتنا. بل كنا نستمتع بصنع الموسيقى معًا".

ثقافة الإلغاء

وكانت الضغوطات التي طالت الموسيقيين الروس في أوروبا، قد دفعت الأسبوع الماضي أوركسترا ميونيخ لإقالة فاليري جيرجيف كبير قائدي الأوركسترا بأثر فوري بسبب عدم استجابته لدعوات تطالبه بإدانة الهجوم الروسي. 

وحمل بيان سوخيف شديد اللهجة انتقادات لما وصفه بثقافة الإلغاء التي تمارس بحق الموسيقيين الروس، وقال: "يُطلب مني اختيار تقليد ثقافي واحد بدلاً من ذلك. ويطلب مني اختيار فنان واحد على الآخر. ويطلب مني اختيار مغني على الآخر، وسيُطلب مني قريبًا الاختيار بين تشايكوفسكي، سترافينسكي، شوستاكوفيتش وبيتهوفن، برامز، ديبوسي". 

وأضاف: "يحدث هذا بالفعل في بولندا، الدولة الأوروبية، حيث الموسيقى الروسية ممنوعة. ولا يمكنني أن أشاهد كيف يتم تهديد زملائي، الفنانين، الممثلين، المغنيين، الراقصين، المخرجين، والمعاملة غير المحترمة لهم، كونهم ضحايا لما يسمى ثقافة إلغاء".

رقابة

وطالبت بعض المؤسسات الموسيقية الغربية، الفنانين الروس بإصدار تصريحات ضد بوتين كشرط مسبق للأداء، وشدددت الرقابة على الفنانين الروس لتصل حد فحص منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وألغت العديد من المنظمات الأوروبية الأعمال الموسيقية الروسية من برامجها، بما في ذلك الأوبرا الوطنية البولندية، التي أوقفت مؤخرًا العمل الموسيقي "بوريس غودونوف" لموسورغسكي.

ووصلت تبعات الحرب على أوكرانيا، حدّ حرمان روسيا من المشاركة في نسخة هذا العام من مسابقة "يوروفيجن" الغنائية، وسط خشية المنظمين على سمعة هذا الحدث الموسيقي التلفزيوني الأبرز في أوروبا. 

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة