رقص داخل غرفة عمليات في تونس.. فيديو يثير جدلًا ويؤدي لفتح تحقيق

أثار مقطع مصور لطبيبة ترقص على أنغام إحدى الأغاني برفقة زميلاتها بقاعة العمليات، أثناء إجراء عملية توليد قيصرية لإحدى المريضات في تونس جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، سارعت على إثره السلطات بالتحقيق في الواقعة.

وانتشر الفيديو الذي تبلغ مدّته 15 ثانية، بسرعة كبيرة، بعدما ظهرت فيه طبيبات في المستشفى الجهوي بمدينة باجة التونسية، في غرفة العمليات، يجرين عملية قيصرية لمريضة ويرقصن على أنغام الموسيقي الصاخبة، لمسلسل "الفوندو" التونسي.

وزارة الصحة تفتح تحقيقًا في الحادثة

بدوره، قال مدير الصحة في باجة، إلياس عمار: إن الوزارة فتحت تحقيقًا حول الفيديو، متعهّدًا بتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل من خرق القانون.

لكنه برر تصوير الفيديو بأنه جرى بموافقة المرأة التي خضعت للعملية، مشيرًا إلى أن أفراد الطاقم الطبي الذين ظهروا فيه "أرادوا فقط تخفيف الضغوط التي يعانون منها، بعد قضائهم ستة أيام متواصلة في قسم الإنعاش".

وأشار عمار إلى أن والدة الرضيعة عبّـرت عن فرحتها أثناء مشاهدتها لطفلتها واحتضانها وأطلقت "زغرودة"؛ ما دفع بالطاقم الطبي إلى توثيق اللحظة، والتعبير عن فرحته، لا سيّما بعد إنقاذ حياة الرضيعة.

وكشف عمار أن الأغنية تم تركيبها على الفيديو فيما بعد، مستنكرًا الانتقادات التي وُجّهت للطاقم الطبي الذي يعمل في ظروف صعبة، ويعاني الإنهاك في ظل الجائحة.

جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي

ودعا ناشطون إلى محاسبة الطاقم الطبي، على نشر مقاطع تخالف الشرف المهني للطب، واحترام خصوصيات المرضى.

وانتقد الناشط التونسي صالح حناشي عبر صفحته على "فيسبوك"، تصوير المريض دون إذن عائلته، وكتب: "السيدات والسادة الأطباء والإطارات شبه الطبية هل أخذتم ترخيصًا من المريض وأهله للقيام بهذا المباشر؟".

ونددت الإعلامية التونسية شيماء بوهلال، بالواقعة على حسابها في "فيسبوك"، قائلة: "أنا سعيدة لأنني تأكدت أن مشكلتنا في تونس ليست في الطبقة السياسية كما نراها، بل في الطبقة التي تحمل أي نوع من السلطة على البشر".

ودعا الإعلامي هيثم المكي إلى التفكير في "حب الظهور والهوس بجلب الأنظار في مجتمع الفرجة الذي أنتجته الشبكات الاجتماعية، والذين أصبحوا يقضون يومهم في عرض كل تفاصيل حياتهم في إطار مسابقة يومية دائمة من أجل تحصيل الشهرة وجمع التفاعلات وتكديس المتابعين"، على حدّ قوله.

وسبق أن تداول الناشطون قبل أيام، عدة فيديوهات توثق رقص ممرضة تونسية في أحد المستشفيات في منطقة بن عروس في تونس، على أنغام المطرب الشعبي المصري حكيم.

وأثارت الممرضة التونسية حينها جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما هاجمها البعض واعتبروا تصرفها غير لائق، رأى آخرون أن طريقتها الخاصة لمحاولة تخفيف آلام المرضى ناجحة.