سجال أميركي إيراني.. طهران تطلب من الأوروبيين التوسّط لإنقاذ الاتفاق النووي

قال متحدّث باسم المفوّضية الأوروبية: إنّ "الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد السبل الكفيلة بعودة الولايات المتّحدة إلى الاتفاق، وبعودة إيران إلى احترام التزاماتها بالكامل".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اقترح في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" طريقًا للتغلب على الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مسألة "الخطوة الأولى"، للمبادرة في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقّع عام 2015.

واعتبر ظريف أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يمكن أن "ينسق" هذه الخطوات.

ويمثّل موقف ظريف تحوّلًا عن موقفه الذي عبّر عنه في مقال بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني، قال فيه: إن على الولايات المتحدة رفع العقوبات قبل عودة إيران إلى الاتفاق.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن، في مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي"، أنّ عودة إيران إلى الالتزام بمندرجات الاتفاق النووي تتطلّب "بعض الوقت"، ومن ثم "بعض الوقت" لكي تُجري الولايات المتحدة "تقييمًا لمدى وفاء الإيرانيين بتعهّداتهم".

وردّ نظيره الإيراني بالقول: "ليست المشكلة بالتوقيت"، واعتبر أنّ من الممكن إعادة الالتزام بقيود معيّنة "في أقلّ من يوم"، وأنّ الالتزام بقيود أخرى قد يتطلّب أيامًا أو أسابيع، "لكنّ هذا الأمر لن يتطلّب وقتًا أطول مما يتطلّب الولايات المتحدة لتنفيذ المراسيم الرئاسية اللازمة" لرفع العقوبات.

وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على تقييد برنامجها النووي، بطريقة تجعل تطوير سلاح نووي أمرًا أكثر صعوبة، مقابل تخفيف العقوبات من جانب الولايات المتحدة وغيرها من العقوبات الاقتصادية.

يذكر أن ظريف كان قد واجه انتقادات عنيفة من البرلمان الإيراني قبل أسبوعين، على خلفية مساعي الخارجية لإجراء مفاوضات مع واشنطن، الأمر الذي رفضه ظريف مؤكدًا العمل وفق تعليمات المرشد الخامنئي.

وقال محللون: إن موقف ظريف قد يمهّد الطريق لإجراء محادثات لإحياء الاتفاق، رغم إصرار إيران السابق على أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أولًا.

واعتبرت سوزان مالوني من معهد بروكنجز أنه "من غير المفاجئ السماع من الإيرانيين من حين إلى آخر رسائل ستمكنهم من الدخول في مفاوضات، رغم الموقف المتصلب إلى حدّ كبير".