سندويش شاورما واحد في لبنان يساوي 3% من الحد الأدنى للأجور

يستمر سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية بالارتفاع منذ أكثر من سنة، وتجاوز في إحدى مراحل تدهور قيمة العملية المحلية الخمس عشرة ألف ليرة بعدما استمر لعقود ثابتًا على سعر 1500 ليرة.

في المقابل، يبقى الحد الأدنى للأجور في البلاد على ما هو عليه، وسط الانهيار المالي وعدم الاستقرار السياسي، فهو يسجل 675 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل نحو 50 دولارًا أميركيًا بعد أن كان يوازي 450 دولارًا.

وتعتبر وجبات الإفطار الضحية الأبرز للغلاء بعد تضخم أسعار المنتجات واختفاء بعضها من الأسواق لأسباب عدة من بينها الاحتكار.

فمطلع رمضان أصدر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية تقريرًا احتسب فيه تكلفة الإفطار اليومي المؤلف من وجبة أساسية للفرد الواحد بـ 12,050 ليرة أي 60 ألف ليرة يوميًا لأسرة مؤلفة من 5 أفراد، وقدّر بالتالي التكلفة الشهرية للإفطار لأسرة مؤلفة من 5 أفراد بنحو مليون و800 ألف ليرة، أي ما يتجاوز الحد الأدنى للأجور بكثير.

وأشارت الدراسة إلى أن تلك التكلفة لا تتضمن المياه أو العصائر أو الحلويات أو نفقات الغاز أو الكهرباء ومواد التنظيف، بل تقتصر على: حبة تمر، حساء العدس، سلطة الفتوش، وجبة أرز مع دجاج ونصف كوب من لبن البقر.

ماذا عن إفطارات رمضان في المطاعم؟

تختلف عروض وأسعار المقاهي والمطاعم، حتى تلك التي تقدم وجبات سريعة. 

بالنظر إلى محتوى "حزمة" رمضان؛ فقد تصل كلفة الإفطار الذي يتضمن طبقًا يوميًا من الأرز واللحم وحساء وسلطة وبعض المقبلات الساخنة والباردة ومشروبًا باردًا؛ إلى 180 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد، أي ما يعادل 26.67% من الحد الأدنى للأجور.

في مطعم آخر قد تبلغ التكلفة الـ 100 ألف ليرة لبنانية أي نحو 15% من الحد الأدنى للأجور، لكن الوجبة تقتصر على قطعة من اللحم وحساء وسلطة ومشروبًا باردًا.     

أما في ما يتعلق بالوجبات السريعة كسندويش الشاورما بالحجم الصغير، فسعره يبلغ في أحد المحلات 22 ألف ليرة لبنانية (3.25% من الحد الأدنى للأجور)، بينما يصل سعر سندويش اللحم المشوي في محل آخر إلى 39 ألف ليرة لبنانية. أما عبوة لبن العيران؛ فتسجل في بعض المحال 6000 ليرة لبنانية. 

وازدادت في الآونة الأخيرة الإشكالات على خلفية الحصول على مساعدات وحصص غذائية، كان آخرها في مدينة طرابلس شمالي لبنان حيث سقط قتيل.

الفتوش: 82% من الحد الأدنى للأجور

المرصد كان قد كشف في بداية شهر رمضان أن تكلفة الوجبة اللبنانية الشهيرة "الفتوش" لخمسة أشخاص؛ باتت توازي ما نسبته 82% من الحد الأدنى للأجور.

وأشار المرصد؛ إلى أن تضخم مؤشر وجبة "الفتوش" بنسبة 210% مقارنة مع العام الماضي يؤكد أن شهر رمضان سيكون عصيباً على العائلات في لبنان.

وتقدر كلفة صنع الفتوش لعائلة صغيرة مؤلفة من خمسة أشخاص عند بداية شهر رمضان هذا العام؛ بحوالي 18،500 ليرة لبنانية مقارنة مع 6،000 ليرة في 2020 وحوالي 4،500 ليرة عام 2019.

يُذكر أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في أغسطس/ آب وجائحة كورونا؛ قد فاقما معاناة المواطنين في لبنان، الذي فقدت عُملته ما يصل إلى 90% من قيمتها.

وفشل السياسيون في لبنان في حل خلافاتهم وتشكيل حكومة جديدة تحلّ محل الحكومة التي استقالت بعد انفجار المرفأ العام الماضي.