Skip to main content

سيضر بالنمو.. صندوق النقد الدولي يحذر من التقاعس عن خفض الانبعاثات

الأربعاء 5 أكتوبر 2022

أفاد صندوق النقد الدولي بأنّ الخطوات الحيوية لخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% بحلول نهاية العقد ستؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، لكن تكاليف التقاعس عن خفض الانبعاثات ستكون أكبر بكثير.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، أشار صندوق النقد الدولي إلى أن "عقودًا من المماطلة تعني أن ما كان يمكن أن يكون انتقالًا سلسًا إلى اقتصادات خالية من الكربون سيكون الآن أكثر صعوبة". 

وكان على العالم أن يخفض استخدام الوقود الأحفوري بمقدار الربع في ثماني سنوات للحصول على فرصة لتحقيق أهداف أزمة المناخ العالمية المحددة في باريس عام 2015.

الحاجة لإجراءات فورية

وقال الصندوق، الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له في فصل من تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي نصف السنوي القادم": "إن انتقال الطاقة المطلوب لتحقيق ذلك يجب أن يكون سريعًا، فمن المحتم أن ينطوي على بعض التكاليف في السنوات القليلة المقبلة".

وقدّر مسؤولو صندوق النقد الدولي أن النمو سينخفض بما يتراوح بين 0.15 و0.25 نقطة مئوية سنويًا من الآن وحتى عام 2030، بينما سيكون التضخم أعلى بما يتراوح بين 0.1 و0.4 نقطة.

لكن صندوق النقد الدولي قال إن رسالته المركزية هي أنه "إذا تم تنفيذ الإجراءات الصحيحة على الفور وتدريجيًا على مدى السنوات الثماني المقبلة، فستظل التكاليف قابلة للإدارة وستتضاءل أمام التكاليف التي لا حصر لها على المدى الطويل للتقاعس عن العمل".

وبموجب اتفاق باريس، تعهدت الدول بمنع ارتفاع متوسط درجة الحرارة في العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية عن أوقات ما قبل الثورة الصناعية من أجل تجنب انهيار مناخي خطير، وقال صندوق النقد الدولي إن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتحقيق الهدف.

تفاوت في النمو الاقتصادي

وستشهد الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نموا أقل، يتراوح بين 0.05 نقطة و0.20 نقطة سنويًا في المتوسط، بينما سيكون التأثير أعلى على بقية العالم بما في ذلك البلدان المصدرة للوقود الأحفوري والأسواق الناشئة كثيفة الاستهلاك للطاقة.

وقال صندوق النقد الدولي إن الحكومات يجب أن تقاوم إغراء تأجيل الإجراءات حتى ينخفض التضخم وتنمو اقتصاداتها بشكل أسرع.

وأضاف: "ستكون التكاليف أعلى إذا تبنت الحكومات نهجًا متوقفًا أو تأخرت أكثر على أساس أن الوقت "الآن ليس الوقت المناسب" للعمل. إذا لم تكن سياسات المناخ ومكافحة التضخم ذات مصداقية، فستكون الخسائر أكبر.

تداعيات تغيّر المناخ

وتعرضت الدول الأوروبية لموجات من الحر والجفاف وارتفاع قياسي في درجات الحرارة هذا الصيف، مخلفة ظواهر غير عادية مثل الحرائق. ورأى باحثون في ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة أن حدوث موجات الحر بوتيرة أشد في السنوات الأخيرة خصوصًا في مواسم الصيف 2018 و2019 و2020 جعلهم يتوقعون أن تزداد سوءًا هذا العام وفي الأعوام المقبلة.

وكان الأكاديمي والباحث في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة شاهر عبد اللطيف، قد أشار في حديث سابق إلى "العربي"، من برلين، إلى أن ارتفاع درجة الحرارة هي ظاهرة طبيعية تشمل الكرة الأرضية وهي جزء من التغير المناخي.

وتوقع عبد اللطيف استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الأعوام القادمة، بما يفوق توقعات الباحثين.

وأكّد أن ارتفاع درجات الحرارة سببه ظاهرة الاحتباس الحراري، وزيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن الثورة الصناعية، وزيادة استخدام الوقود.

كما اعتبر أن الإجراءات والممارسات التي تتخذها الدول تهدف للحد من معدل ارتفاع درجات الحرارة فقط؛ ما سيؤدي إلى إبطاء التغير المناخي وليس إلى إيقافه.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة