"شحيحة ولا تكسر حدة المجاعة".. مساعدات جديدة تدخل شمال غزة
رغم الاستهداف الإسرائيلي العنيف لعناصر الشرطة الفلسطينية تحديدًا في حي الشجاعية بمدينة غزة، تمكن عدد من الشاحنات جرى تأمينها بطريقة سلسلة إلى حد كبير من الدخول إلى شمال قطاع غزة الليلة الماضية، على ما أفاد مراسل "العربي" إسلام بدر اليوم السبت.
وأضاف مراسلنا أن غالبية الشاحنات وصلت إلى مخازن وكالة "الأونروا"، ومنها ما وزع على الأحياء السكنية، ومن ثم إلى البيوت كما جرت العادة منذ حوالي أسبوعين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، عن آلاف الشهداء والجرحى، ودمار هائل بالبنى التحتية وكارثة إنسانية، بالإضافة إلى مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
مساعدات "شحيحة وعاجزة عن كسر حدة المجاعة"
مراسلنا الذي أشار إلى أن أقل من 10 شاحنات تدخل يوميًا ويتم توزيعها، أوضح أن استمرارها يعطي أجواء إيجابية واستقرارًا محدودًا، لكنه لفت إلى أن كمية هذه المساعدات تبقى شحيحة وعاجزة عن كسر حدة المجاعة الحالية في شمال قطاع غزة.
وتابع أن احتياج شمال القطاع وفق المنظمات الأممية ومنها منظمة الغذاء العالمية هو 100 شاحنة وليس 10 شاحنات يوميًا.
ورغم إدخال هذه الشاحنات، أشار مراسل "العربي" إلى أن الوضع الإنساني لا زال صعبًا فيما المؤشرات الطبية خطيرة.
ونقل عن مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية قوله: إن "بعض المرضى يصلون وكأنهم هياكل عظمية إلى المستشفى نتيجة سوء التغذية خصوصًا عند الأطفال أو الفئات الهشة، وهم عمليًا في مواجهة المجاعة بشكل كبير.
وأشار مراسلنا إلى أن هناك عجزًا داخل المنظومة الطبية في التعامل مع هؤلاء المرضى، حيث لا توجد مكملات غذائية، ولا محاليل، ولا أدوية قادرة على إعطائهم قدرة على مواجهة المجاعة.
وأوضح أن المساعدات التي تدخل هي محدودة، حيث لا تدخل الخضروات ولا الفواكه ولا أطعمة ذات قيمة غذائية قادرة على إعطاء الجسد القدرة على مواجهة الظروف الصعبة، وإنما يدخل فقط الدقيق بعض الأرز وبعض المعلبات.
ويأتي ذلك فيما يعاني الفلسطينيون في شمال القطاع مجاعة حقيقية بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، والذي انتهج سياسة التجويع في تحد للقوانين الدولية التي تحرّم ذلك.
وخلال الأيام الماضية، وصلت كميات محدودة من شاحنات المساعدات الإنسانية بعد مرور نحو 4 أشهر من عدم إدخالها من قبل الجيش الإسرائيلي، كان أولها في 17 مارس/ آذار الجاري.
ومنذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لم تصل بلدات شمال قطاع غزة أي مساعدات إنسانية، ما أدى إلى حدوث "مجاعة" في المناطق الشمالية، أودت بحياة أطفال ومسنين.