Skip to main content

صراع حياة يختصره كوب ماء في غزة.. كيف يحصل سكانها على احتياجاتهم؟

الثلاثاء 28 نوفمبر 2023
يعيش الفرد في غزة على 3 لترات يوميًا في حين تفيد منظمة الصحة العالمية بأن حصة الفرد اليومية الطبيعية هي 50 لترًا يوميًا - رويترز

يعاني قطاع غزة أزمة مياه جرّاء العدوان الذي بدأه الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني وخلّف دمارًا ومعاناة إنسانية متفاقمة.

وعلى الرغم من سريان هدنة إنسانية مؤقتة بدأت يوم الجمعة الماضي، إلا أن سكان قطاع غزة يحصلون الآن في أحسن الأحوال على 5% فقط من احتياجاتهم من ماء الشرب.

ويعيش الفرد في القطاع الفلسطيني المحاصر على 3 لترات يوميًا، في حين تفيد منظمة الصحة العالمية بأن حصة الفرد اليومية الطبيعية هي 50 لترًا يوميًا.

من أين تحصل غزة على الماء؟

  • المياه الجوفية

تعتبر المياه الجوفية قرب الشريط الساحلي، من الجنوب إلى الشمال، المصدر الأول لمياه الشرب في قطاع غزة. 

غير أن 97% من مياه غزة غير صالح للشرب، لأنها مياه مالحة بسبب استنزافها واختلاطها بماء البحر، وملوثة بنسب عالية جدًا بالنترات والكلورايد بسبب مخلفات القصف والدمار وتسرب مياه الصرف الصحي إليها.

وعلى الرغم من وجود 3 محطات رئيسة لمعالجة المياه الجوفية في غزة؛ محطة القرارة والجنوب التي تزود المنطقة الجنوبية بالماء بما فيها خانيونس ومحطة دير البلح التي تغذي المناطق الوسطى ومحطة الشمال، إلا أن إسرائيل أخرجت هذه المحطات عن الخدمة بقصف المناطق المحيطة بها، إضافة إلى قطع الوقود الذي يشغلها.

  • الآبار الجوفية

بدورها، تشكل الآبار الجوفية المصدر الثاني للماء في قطاع غزة، ويدار معظمها من قبل البلديات.

لكن هذه الآبار شحيحة أصلًا. وقد حفر الاحتلال ما يقدر بـ 26 بئرًا في مناطق الخط الفاصل (غلاف غزة) لإضعاف إمداد الآبار الغزية الجوفية.

وبينما تتوزع هذه الآبار في المناطق الحضرية في بيت حانون، وفي غزة، وفي خانيونس، ودير البلح وحتى مناطق رفح، إلا أنها أخرجت عن الخدمة بسبب ردمها وقصفها مباشرة وقطع الوقود عن محركات استخراج الماء.

  • المياه السطحية والأنهار

إلى ذلك، يعد ما يعرف بالمياه السطحية والأنهار الناتجة عن فائض مياه الأمطار، وهي شبه معدومة، المصدر الثالث للمياه في قطاع غزة.

نظريًا، يشق مجرى وادي غزة القطاع، وينبع من خارجه، ويدخله مارًا بالمغراقة ويصب في المتوسط قرب منطقة الزهراء، تاركًا في مجراه عدة غدران شحيحة.

لكن إسرائيل وعلى مدار عقود، بنت سلسلة من الخزانات المائية وقنوات التحويل، وكذلك سدودًا صغيرة في غلاف غزة، أفقرت تغذية المجرى وحولته إلى مياه ضحلة وتجمعات مائية للمياه العادمة والنفايات.

وعندما تريد إسرائيل معاقبة مزارعي غزة، تفتح هذه السدود فتغرق بيوت غزة ومزارعها بالسيول كما حدث مطلع العام.

  • شركة الماء الإسرائيلية

وفي ما يخص المصدر الرابع فهو شركة الماء الإسرائيلية "ميكروت"، التي تمد القطاع بـ 8 مليون متر مكعب من الماء سنويًا، تشتريها منها السلطة الفلسطينية.

في العام 2021، جاء 6% من الماء في غزة من هذه الشركة، حيث تصل في أنابيب عبر ثلاثة مسارات موصولة بمحطات تزويد تقع خارج القطاع: قرب مدينة غزة، وقرب دير البلح، وقرب خانيونس. وقد أوقفت إسرائيل ضخ الماء بعد يومين من بداية الحرب.

في الحالات العادية، تقوم البلديات في غزة بخلط هذه المياه بماء الآبار وماء التحلية لتزويد البيوت بمياه الاستخدام المنزلي.

وتعتبر مناطق جنوب القطاع الأكثر معاناة فيما يتعلق بالمياه، نظرًا لارتفاع ملوحة المياه الجوفية فيها، وزيادة نسب تلوثها، وجفاف آبارها.

وينخفض استهلاك الفرد في رفح للماء إلى الحد الأدنى على مستوى القطاع كله، وهي المنطقة التي تتصاعد فيها الأزمة أكثر مع نزوح الآلاف إليها خلال العدوان.

واليوم، يشرب أهل غزة ماء البحر حرفيًا. يحاولون تنقيته وتحليته بوسائل بدائية بالاعتماد على نار الحطب في ظل انقطاع الوقود، ليصبح صراع العطشى في غزة صراع حياة يختصره كوب ماء.

المصادر:
العربي
شارك القصة