Skip to main content

طوابير تصطف أمامها.. التكايا ملاذ الغزيين خلال شهر رمضان

الأربعاء 20 مارس 2024
تكايا الطعام ملاذ سكان غزة خلال شهر رمضان في ظل تفاقم أزمة الغذاء في القطاع - رويترز

يحل رمضان حزينًا على قطاع غزة، الذي يعيش عدوانًا مستمرًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، ويرزح سكانه تحت وطأة مجاعة حرمتهم فرحة الشهر المبارك.

ومع تفاقم الأزمة الغذائية من شمال القطاع إلى جنوبه، أصبحت التكايا الملاذ الوحيد للنازحين واللاجئين والأهالي على حد سواء.

وقد تزايدت بدخول الشهر الفضيل أعداد المبادرات الخيرية التي تقدم الطعام للأسر، في ظل الحصار المفروض على شمال القطاع ووسطه، ومنع دخول المساعدات إلى الأهالي.

طوابير أمام التكايا

ومن ضمن ما يعيشه أهالي غزة الجياع، يحمل سكان مخيم جباليا للاجئين، الأواني للحصول على بعض الحساء في شهر رمضان أمام المطابخ الخيرية.

وبينما يتناول المسلمون حول العالم وجبات رمضان التقليدية والحلويات على الإفطار، يكون الحظ نصيبًا لسكان القطاع المحاصر إذا عثروا على بقايا طعام أو رشفات ماء، مع مرور نحو 6 أشهر على العدوان الإسرائيلي.

ويقول بسام الحلو أحد سكان مخيم جباليا لوكالة "رويترز": إن "هؤلاء أطفال فلسطين أطفال أبرياء يحتاجون إلى مقومات الحياة. كل هذا بسبب الحصار وهدم البيوت وما إلى ذلك".

ويرصد "العربي" عودة فتاة أدراجها خالية الوفاض بعد محاولاتٍ عديدةٍ فاشلة، لم تمكنها من أخذ حصتها من الطعام.

فرغم ساعات الصيام الطويلة يتقاطر النازحون منذ ساعات الصباح الأولى للاصطفاف في طوابير طويلةٍ أمام المطابخ الخيرية أو ما يطلق عليها اختصارًا التكيّة، في مدارس لإيواء اللاجئين بمخيم جباليا شمالي القطاع.

جاء هؤلاء اللاجئون لتحصيل وجبة طعامٍ واحدةٍ تسد رمق عائلاتهم، حيث نصبت القدور لطهي الطعام وتوزيعه على محتاجيه، وكلما زاد حجم الوعاء الفارغ ازدادت حصة صاحبه من الطعام.

بديل المؤسسات الخيرية

ولا يختلف الوضع الإنساني المتفاقم في شمال القطاع عن جنوبه، إذ تشهد هذه التكايا الخيرية انتشارًا كبيرًا هناك أيضًا لتصبح في غالب الأحيان بديلًا عن المؤسسات الإنسانية.

في هذا الصدد، يؤكد أحد المتطوعين في تكية رفح لـ"العربي" أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين المواد الأساسية للطبخ، مشدّدًا على أن السكان "أصبح شغلهم الشاغل التكية، وأصبحت وجبتهم الأساسية منها، خاصة مع غلاء الأسعار وعدم توفر الغاز". 

وتمثل صور جياع غزة أبلغ وصف لسياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، الذين جسّدوا بنشرهم هذه التكايا فيضًا من قيم التكافل والتضامن في الشهر الفضيل، حيث أضحى حلم الصائم طبقًا ساخنًا من الطعام لسد رمق أطفاله الجوعى.

وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قد أكّد أمس الثلاثاء، أن القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية لغزة قد تعد أسلوبًا للتجويع يمكن أن يشكل جريمة حرب.

جاء ذلك بعد أن خلص تقرير مدعوم من الأمم المتحدة إلى احتمال حدوث مجاعة كبيرة في غزة بحلول شهر مايو/ أيار إذا لم تنته الحرب.

ودعا تورك منظمات حقوق الإنسان إلى التحرك لإنهاء الحصار، قائلًا: "نرجو من الجميع إنهاء الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، فكرامة المواطن الفلسطيني بأطفاله ونسائه لا يحتاجون إلا لمقومات الحياة".

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة