Skip to main content

عندما وقف هتلر أمام قبر نابليون.. تفاصيل زيارة الـ"فوهرر" الوحيدة إلى باريس

الأربعاء 23 يونيو 2021
بعد جولته الباريسية عاد هتلر إلى مقرّه الرئيسي في برلين، وكانت تلك زيارته الأولى والأخيرة إلى العاصمة الفرنسية

عند الساعة السادسة من صباح مثل هذا اليوم من عام 1940، أي في اليوم التالي لتوقيع فرنسا الهدنة إثر هزيمتها أمام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، توجّه الزعيم النازي أدولف هتلر في زيارة سريعة إلى باريس.

ورافق الـ"فوهرر" في 23 يونيو/ حزيران 1940 المهندسان المعماريان ألبرت سبير وهيرمان جيزلر، ونحّاته المفضل أرنو بريكر مع وفد من ضباط الجيش الألماني، في زيارة هدف من خلالها الزعيم الألماني إلى هندسة برلين بطريقة معمارية تفوق جمال العاصمة الفرنسية.

وألهمت الجولة التي استمرت لمدة ساعتين وربع الساعة، (بحسب بعض الشهادات التاريخية) هتلر لاستئناف بناء "جرمانيا"، وهو مشروع معماري ضخم لإعادة بناء برلين في العصر النازي، واستبدال مبانيها بمبانٍ عسكرية وإدارية وسياسية عملاقة، وإنشاء أكبر مدينة في العالم. لكن المشروع توقف مع الحرب العالمية الثانية.

ويتذكّر سبير، في مذكراته "داخل الرايخ الثالث"، أن هتلر استدعاه إلى غرفة صغيرة بعد الزيارة، وطلب منه إصدار مرسوم يأمر باستئناف العمل على نطاق واسع في مباني برلين.

ويضيف سبير: "سألني هتلر: ألم تكن باريس جميلة؟ لكن برلين يجب أن تكون أجمل بكثير. عندما ننتهي من برلين، ستكون باريس مجرد ظل".

وفي أثناء الزيارة، أصدر هتلر أوامره بتدمير نصب الجنرال تشارلز مانجان، وإديث كافيل الممرضة البريطانية التي أعدمتها فرقة إعدام ألمانية لمساعدتها جنود الحلفاء على الهروب من بروكسل التي تحتلها ألمانيا.

ما هي أبرز معالم باريس التي ألهمت هتلر؟

دار أوبرا غارنييه

المحطة الأولى للـ"فوهرر" كانت في دار أوبرا غارنييه، نصبه الباريسي المفضّل. قضى هتلر 50 دقيقة داخل قاعات وغرف دار الأوبرا، يتفحّص درجها الضخم، والردهة المتألقة المذهّبة. ودرس كل تفاصيل الدار بعناية فائقة.

يقول ألبرت سبير: "لقد بدا مفتونًا، كانت عيناه تتألّقان بالإثارة التي لم أعهد أن تظهر على الفوهرر".

أعلام النازية على دار أوبرا غارنييه

كنيسة "إيجليس دي لا مادلين"

توقّفت قافلة هتلر أمام كنيسة "إيجليس دي لا مادلين" في محطته الثانية خلال زيارته لوقت قصير.

لكن الموكب غادر سريعًا لأن المبنى لم يُعجب هتلر كثيرًا، بحسب مذكرات شخصيات تاريخية رافقت الزعيم النازي إلى العاصمة الفرنسية.

قوس النصر

اتجهت سيارات موكب هتلر بعد محطة الكنيسة نحو ميدان الكونكورد، وتوقّفت لفترة وجيزة في شارع الشانزليزيه.

وأبدى هتلر إعجابه بالشارع قبل أن ينتقل إلى قوس النصر. وهناك، توقّفت المجموعة تحت النصب التذكاري، ولفترة وجيزة أمام قبر الجندي المجهول، الذي يقع تحت قوس النصر مباشرة.

جنود ألمان في ساحة قوس النصر

برج إيفل

في محطته التالية، توجّه هتلر ومرافقوه إلى ساحة تروكاديرو أمام برج إيفل، التي تقع على الجانب الآخر من نهر السين.

أعجبت مجموعة القائد الألماني بمنظر البرج، وتمّ التقاط العديد من الصور الفوتوغرافية التي استخدمها هتلر لاحقًا على اعتبارها موادًا دعائية لانتصاره على فرنسا وأوروبا الغربية.

بعد ذلك، اتجهت السيارات نحو برج إيفل، ومنطقة "شامب دي مارس"، وتمثال المارشال جوزف جوفر.

التقط هتلر العديد من الصور أمام برج إيفل في باريس

قبر نابليون

كان هتلر متلهفًا لزيارة قبر نابليون في صرح "ليزانفاليد"، حيث مكث للحظات أمام قبر الشخصية التي يحترمها الـ"فوهرر" لمواهبها العسكرية والاستراتيجية.

وقال هتلر عند مغادرته المكان: "كانت تلك أعظم وأروع لحظة في حياتي".

وتكريمًا للإمبراطور الفرنسي، أمر هتلر بنقل رفات ابن نابليون من فيينا إلى جانب والده.

كان هتلر متلهفًا لزيارة قبر نابليون

مقبرة العظماء

توجّهت قافلة هتلر نحو حدائق لوكسمبورغ، ثمّ جنوبًا نحو مرصد باريس، وتمثال مارشال ناي قبل التوجّه شمالًا إلى مقبرة العظماء.

وفقًا لألبرت سبير، أثارت الهندسة المعمارية للمبنى وحجمه إعجاب هتلر كثيرًا.

أثارت الهندسة المعمارية لمقبرة العظماء إعجاب هتلر

كنيسة "القلب المقدس"

اتجهت سيارات موكب "القائد المنتصر" شمالًا، ومرت أمام قصر العدل مع كاتدرائية سانت شابيل وكاتدرائية نوتردام في جزيرة المدينة، حيث عبروا نهر السين إلى الضفة اليمنى ومروا بميدان فوج وشارع ريفولي ومتحف اللوفر.

وكانت محطته الأخيرة في كنيسة "القلب المقدس" في مونمارتر (تلّ يطلّ على جميع أنحاء باريس).

وبحسب مذكرات مرافقيه، لم يحب هتلر الكنيسة على الإطلاق، لكنه استمتع هو ورجاله بالإطلالة الشهيرة على العاصمة الفرنسية.

لم يُعجَب هتلر بهندسة كنيسة "القلب المقدس" المعمارية

بعد جولته الباريسية غادرت القافلة المدينة وعاد هتلر إلى مقرّه الرئيسي في برلين، وكانت تلك زيارته الأولى والأخيرة إلى العاصمة الفرنسية.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية
شارك القصة