Skip to main content

فندق فاخر ومركز تسوق ومطار دولي.. الرمادي العراقية "تنفض" غبار الحرب

الإثنين 12 يوليو 2021
بناء فندق فاخر في مدينة الرمادي التي نفضت عنها غبار المعارك مع تنظيم الدولة

بعد أن شهدت واحدة من أشرس المعارك ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، ثمّ خلال المعركة المدمرة ضد "تنظيم الدولة"، نفضت مدينة الرمادي غبار الحرب عنها، وتحوّلت إلى واحدة من أكثر المدن العراقية استقرارًا.

ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أعمال بناء فندق فاخر مؤلف من 20 طابقًا، يضمّ حمامات سباحة، ومنتجعًا صحيًا، ومطاعم تطلّ على مياه نهر الفرات على أطراف مدينة الرمادي.

وعلى الرغم من أن الفنادق من فئة النجوم الخمس ليست أمرًا استثنائيًا في العديد من مناطق العالم، إلا أنّ هذا النوع من الفنادق هي الأولى من نوعها التي تُبنى منذ عقود في إقليم الأنبار الذي مزّقته الحروب، والذي يشهد نهضة استثمارية في مرحلة ما بعد نهاية حقبة تنظيم الدولة، بعد أن باتت أحد أكثر المناطق استقرارًا في العراق.

وقال مهدي النعمان، رئيس لجنة الاستثمار في الأنبار: "عندما دخلنا المدينة عام 2016، كانت عبارة عن مدينة أشباح. ولم يكن هناك وجود حتى للكلاب والقطط الضالة. خلال عامين فقط نجحنا في تغيير الأوضاع رأسًا على عقب".

ازدهار واستثمارات

وبينما تُكافح أجزاء أخرى من البلاد للتعافي من الصراعات، بدأ الازدهار في الرمادي. على غرار الفندق الذي تبلغ تكلفته 70 مليون دولار، بدأت أعمال تشييد أحد أكبر مراكز التسوّق في البلاد، بينما تقدّم الشركات عطاءات لإنشاء مطار دولي.

وفي الوقت الحالي، يقوم المستثمرون العراقيون، الذين ركّزوا على القيام بمشروعات خارج البلاد على مدى السنوات الـ18 الماضية، بالاستثمار في الأنبار، بينما تبدي الشركات الأجنبية اهتمامًا في المدينة التي تتعافى من  القتال ضد تنظيم الدولة.

ورشة بناء

وبينما لا تزال بعض المناطق السكنية تعاني من الخراب، تشهد الرمادي ورشة لبناء شبكة طرق مطوّرة، وكابلات كهرباء تحت الأرض، ومكاتب للحكومة المركزية.

وقال محافظ إقليم الأنبار علي فرحان للصحيفة: "خرجنا من الدمار، وقرّرنا إعادة بناء المدينة والحفاظ على التخطيط الحضري. وبعد المعاناة والدمار الذي لحق بمواطني الأنبار، فإنهم لا يمكن أن يتسامحوا مجددًا مع عودة الأسباب التي سمحت لتنظيم الدولة بكسب موطئ قدم في المحافظة".

وأوضح ماهر عثمان، المقاول العراقي الذي يعمل على فندق الرمادي الجديد، الذي لم يحمل اسمًا بعد: "سيكون هذا مركزًا ترفيهيًا، وليس مجرد فندق. خطّطنا لإنفاق ما لا يقلّ عن 20 مليون دولار من إجمالي تكلفة البناء على حمّامات السباحة والمطاعم والمحلات التجارية ومنتجع صحي على الطراز المغربي".

في المجمع الفندقي، يبني العمّال كذلك 30 شاليهًا من ثلاثة طوابق مخصّصة للعائلات والأزواج الذين يقضون شهر العسل. سيكون لكل منها حديقة خاصة ومسبح خاص على السطح مع منطقة للشواء وإطلالات شاملة على نهر الفرات.

أعمال البناء في مركز الرمادي للتسوّق.

مركز تسوّق

كما تقوم شركة "القصاص"، شركة عائلية، ببناء مركز تسوّق بقيمة 70 مليون دولار وسط مدينة الرمادي. وقال معاذ عليان، مدير مشروع القصاص: "قرّرت العائلة إنشاء مركز تسوق بقيمة 70 مليون دولار، لأنهم أرادوا أن يستثمر سكان الأنبار الأموال في محافظتهم الأصلية".

ويتألف المركز التجاري من ثلاثة طوابق على شكل كوة، ومن المحتمل أن يوظّف أكثر من 1200 شخص.

ويتميّز مستشفى الصفوة التخصّصي الخاصّ الجديد، بمعدّات متقدّمة غير متوفرة حتى في إقليم كردستان العراق الأكثر تطورًا.

أكثر من 200 ترخيص استثماري

في مكتبه بمبنى حكومي جديد، يفتح النعمان ملفًا رماديًا يحتوي على أكثر من 200 ترخيص استثماري أصدره، تصل قيمتها إلى أكثر من 5 مليارات دولار من الاستثمارات. وتشمل محطات للطاقة الشمسية ومصانع أسمدة ومجمعات سكنية ومدارس.

ويمثّل المستثمرون العراقيون 70% من التراخيص والباقي من ألمانيا والهند وتركيا والإمارات من بين دول أخرى. يأمل النعمان في إنشاء مطار دولي؛ وبالفعل خصّصت الحكومة 70 مليون دولار لمرحلة التخطيط الأولي.

تفاؤل بانخفاض معدلات الفساد

على بعد أميال قليلة من الرمادي بالقرب من محطة السكة الحديد، يخطّط رائد الأعمال الأردني الأميركي مهند حيمور لبناء مدرسة ستكون جزءًا من نظام البكالوريا الدولية. كما يُخطّط حيمور لبناء مجمع يضم فندقًا ومساكن ومتاجر ومرافق ترفيهية.

لكن في بلد يشتهر بالفساد، يتفاءل حيمور والنعمان بانخفاض معدلات الرشوة، بينما شجّع الاستقرار في الرمادي على الاستثمار.

المصادر:
نيويورك تايمز
شارك القصة