Skip to main content

في النوم والحلم.. الأخطبوط "يشبه" الإنسان

الجمعة 26 مارس 2021
يسعى العلماء إلى الوصول إلى قدر أكبر من الفهم لأصل النوم وتطوره

أظهرت دراسة نشرها باحثون في البرازيل، أمس الخميس، أن للأخطبوط الذي ربما يعتبر بالفعل أذكى اللافقاريات، نمطين رئيسيين من النوم المتناوب يشبهان إلى حد بعيد الموجودين لدى الإنسان، بل إنه قد يحلم مثله.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تقدم أدلة جديدة على أن الأخطبوط يملك جهازًا عصبيًا معقدًا ومتطورًا، يشكل الأساس لمخزون من السلوكيات المتطورة بنفس القدر، في حين تقدم أيضًا رؤية أوسع لتطور النوم، وهي وظيفة حيوية مهمة.

وكان من المعروف عن الأخطبوط أنه ينام ويغير لونه أثناء النوم. وفي الدراسة الجديدة، وضع الباحثون نوعَا منه يعرف باسم "إنسولاريس" تحت الملاحظة في مختبر. ووجدوا أن تغير الألوان هذا مرتبط بحالتي نوم متمايزتين هما "النوم الهادئ" و"النوم النشط".

النوم الهادئ والنوم النشط

فخلال "النوم الهادئ" يظل الأخطبوط ساكنًا ويكون جلده باهت اللون وعينه مغلقة تقريبًا. أما أثناء "النوم النشط"، فإنه يغير لون جلده وملمسه ويحرك عينيه بينما ينكمش جسمه وتحدث له تشنجات عضلية.

ولاحظ الباحثون تكرار ذلك خلال النوم، "فالنوم الهادئ" يستمر عادة سبع دقائق تقريبًا مقابل أقل من دقيقة "للنوم النشط".

وأوضح الباحثون أن هذه الدورة تشبه على ما يبدو "حركة العين السريعة" و"حركة العين البطيئة"، وهما نمطان للنوم عند الإنسان وعند الثدييات الأخرى والطيور والزواحف.

وتحدث الأحلام الواضحة خلال نوم حركة العين السريعة، حيث يصبح التنفس غير منتظم ويزداد معدل ضربات القلب وتصاب العضلات بالشلل. أما نوم حركة العين البطيئة فيتميز بأنه أعمق وأقل أحلاما.

الأخطبوط كائن غير عادي

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة فريق البحث سيلفيا ميديروس إن النتائج تشير إلى أن الأخطبوط ربما يحلم أو يمر بشيء مماثل.

وأضافت ميديروس، وهي طالبة دكتوراه في علم الأعصاب بمعهد الدماغ التابع للجامعة الاتحادية في ريو جراندي دو نورتي: "إذا حلمت الأخطبوطات بالفعل، فمن غير المرجح أن تمر بقصص وحكايات ذات دلالة معقدة مثلنا".

وأشارت إلى أن "مدة النوم النشط في الأخطبوط قصيرة جدًا، وعادة من بضع ثوان إلى دقيقة واحدة. وإذا كان هناك أي حلم خلال هذه الحالة، فيجب أن يكون أشبه بمقاطع مصورة صغيرة أو حتى صور".

ويسعى العلماء من وراء ذلك كله إلى الوصول إلى قدر أكبر من الفهم لأصل النوم وتطوره.

ويعد الأخطبوط كائنًا غير عادي، ليس فقط بسبب أطرافه الثمانية وقلوبه الثلاثة ودمه الأزرق والحبر الذي ينفثه للدفاع عن نفسه وقدرته على التمويه، بل للحقيقة المأسوية المتمثلة في موته بعد التزاوج.

المصادر:
رويترز
شارك القصة