Skip to main content

في ذكرى "استسلام" اليابان.. قصة الجندي الذي واصل القتال لـ30 عامًا

السبت 14 أغسطس 2021
هيرو أونودا آخر جندي ياباني يستسلم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية

يصادف يوم 14 أغسطس/ آب الذكرى السنوية لاستسلام اليابان أمام الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، عقب إلقاء أميركا قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي.

ففي هذا اليوم من عام 1945 (15 أغسطس في اليابان، بسبب فارق التوقيت) الذي صار يُعرف لاحقًا باسم "يوم النصر" عند دول الحلفاء، أعلن أمبراطور اليابان الاستسلام غير المشروط للحلفاء، قبل أن تستسلم اليابان كتابيًا بعد أسبوعين، أي في 2 سبتمبر/ أيلول 1945.

 لكن في مقابل هذا "الاستسلام"، يشهد التاريخ على قصة غريبة لجندي ياباني تعكس مدى انضباطه وثباته في تأدية "واجبه الوطني".

هيرو أونودا الضابط الذي تلقى أوامر "بعدم الموت"

التحق هيرو أونودا بالجيش الياباني عام 1942، ووفق موقع "ذا صن" بدأت رحلته في الحرب العالمية الثانية عام 1944 عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا، حين عيّنه قائده في مهمة بجزيرة لوبانغ في الفلبين.

والملازم الثاني الذي وُلِد يوم 19 مارس/ آذار 1922 هو ضابط استطلاع في الجيش الياباني، استدعاه قائده العسكري في ديسمبر/ كانون الأول 1944 ليخبره أنه سيتوجه إلى جزيرة لوبانغ مع عدد قليل من الرجال في مهمة عسكرية ضمن الحرب.

وتم إعطاء ضابط المخابرات الشاب في الجيش الإمبراطوري الياباني أمرًا من رئيسه يشدّد فيه أنه تحت أي ظرف من الظروف لا ينبغي عليه الاستسلام أو الانتحار، وعليه أن يواصل القتال حتى النهاية.

ونقل بعض المؤرخين أن القائد العسكري يوشيمي تانيغوتشي قال لأونودا: "يمكن أن تستمر مهمتك لسنوات لكن مهما يحصل فإننا سنعود للبحث عنك.. تحت أي ظرف ممنوع أن تنهوا حياتكم بأنفسكم".

وفي حديث له عام 2010 أوضح أونودا: "كل جندي ياباني كان مستعدًا للموت، لكن بصفتي ضابط مخابرات، أُمرت بشن حرب عصابات وليس الموت".

ويتابع: "أصبحت ضابطًا وتلقيت أمرًا. إذا لم أتمكن من تنفيذه، سوف أشعر بالخجل".

وعندما اقتحمت القوات الأميركية والفلبينية لوبانغ في فبراير/ شباط 1945، قُتل أو استسلم جميع اليابانيين تقريبًا، لكن أونودا وهو خبير عسكري تلقى تدريبًا عاليًا على الصمود، قاد رفاقه القلائل الباقين على قيد الحياة إلى غابة جبلية في المناطق الداخلية للجزيرة.

صورة للملازم هيرو أونودا التقطت قبل نهاية الحرب العالمية الثانية

أونودا آخر جندي يستسلم.. بعد 30 عامًا

واختار أونودا الجندي المطيع لأوامر الإمبراطور هيروهيتو أن ينفذ الأوامر بأمانة بشأن شنّ حرب عصابات ضد القوات الغازية.

وهذا بالضبط ما فعله لما يقرب من 30 عامًا غير مدرك لاستسلام بلاده يوم 14 أغسطس 1945، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة القنبلتين الذريتين.

قاتل أوندوا في الحرب العالمية الثانية على حسب اعتقاده كل هذه الأعوام، ولم يستسلم حتى عام 1974.

وكان الجندي المتشدد ومعه فرقة من ثلاثة زملاء مقتنعين بأن منشورات الاستسلام التي أسقطتها الطائرات من السماء من قبل الجنرال تومويوكي ياماشيتا من الجيش الرابع عشر، كانت "مزيفة".

وبدلاً من ذلك، شنوا حربهم الخاصة، وأكلوا فاكهة الغابة وحيوانات المزرعة المسروقة، بينما كانوا يقتلون أحيانًا "جنديًا معاديًا" اعتقدوا أنه كان متنكرًا في زي "مزارع أو شرطي".

وقرر أول الأربعة، يويتشي أكاتسو، الاستسلام عام 1950 بعد التخلي عن رفاقه.

وبعد ذلك بأربع سنوات، قُتل شيتشي شيمادا برصاص فريق بحث عن الرجال، بينما توفي كينشيشي كوزوكا عام 1972 بعد إطلاق النار عليه من قبل الشرطة المحلية، فتُرك أونودا لوحده لـ"مواصلة القتال".

ويعد هيرو أونودا آخر جندي ياباني يستسلم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث ظل مختبئًا في أدغال الفلبين لمدة 30 سنة، وتحديدًا حتى سنة 1974 حين قرر تسليم نفسه للجيش الفلبيني.

11 مارس 1974، هيرو أونودا يخرج من الغابة حيث كان يختبئ منذ الحرب العالمية الثانية

لم يعد سوى بأمر من قائده

أما عن اقتناعه بتسليم نفسه، فلم يرضخ أونودا حتى لطلبات والدته، ولم يستسلم إلا عندما تم نقله إلى الغابة الفلبينية، للقاء قائده القديم الذي أمره رسميًا بالتنحي.

وبعد عودته إلى اليابان، لم يتقبل الملازم الثاني التغيير الكبير في البلاد، فقرر السفر إلى منطقة نائية في البرازيل، حيث أصبح مزارعًا ومربيًا للماشية.

12 مارس 1974، هيرو أونودا يلوح للناس عند عودته إلى وطنه

وعاد أونودا إلى اليابان بعد سنوات حيث توفي يوم 17 يناير/ كانون الثاني 2014 نتيجة ذبحة قلبية عن عمر ناهز الـ91 عامًا.

المصادر:
العربي، ترجمات
شارك القصة