Skip to main content

في ظل الرفض الإسرائيلي لوقف إطلاق نار بغزة.. ما هي فرص التوصل لاتفاق؟

الأحد 5 مايو 2024
أكدت حماس على وجوب تضمين أي اتفاق وقفًا نهائيًا لإطلاق النار بغزة - الأناضول

وصل مفاوضون من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى القاهرة، لتسليم الرد على مقترح الهدنة في قطاع غزة.

وأفادت حركة حماس لـ "العربي" بوجوب تضمين أي اتفاق وقفًا نهائيًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من القطاع. 

في المقابل، تقول إسرائيل إنها سترسل وفدًا إلى القاهرة لاستكمال المحادثات إذا رأت تطورًا إيجابيًا بشأن إطار صفقة المحتجزين.

"الفرصة الأخيرة"

ويسود ترقب لنتائج مباحثات قد تكون الفرصة الأخيرة، قبل تنفيذ الاحتلال تهديده باجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع، حيث يتكدس أكثر من مليون ونصف نازح. وقد أكدت الحركة تحليها بالروح الإيجابية في خضم المفاوضات.

إلى ذلك، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" طاهر النونو في تصريحات للعربي، إن أي اتفاق يجب أن يتضمن عدة بنود رئيسية في مقدمتها وقف شامل لإطلاق النار بغزة، متهمًا واشنطن بالانحياز الواضح لإسرائيل.

في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة إن الأفكار التي طرحت في الساعات الماضية تحمل صيغًا متطورة، وتلقى قبولًا مبدئيًا للتفاوض بشأنها بما فيها صيغة مرضية بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن ذلك يتطلب جدية من الجانب الإسرائيلي.

في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية، قولها إن تل أبيب لن توافق بأي حال من الأحوال على إنهاء الحرب، كما أنها عازمة على اجتياح رفح.

من جهته، ما انفك الجانب الأميركي يرمي الكرة في ملعب حماس ويحملها مسؤولية أي فشل محتمل لإبرام الصفقة.

فقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الحركة هي العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار، مكررًا تحذيراته من اجتياح رفح دون خطة لحماية المدنيين.

"نتنياهو ومحاولة تخريب الصفقة"

وفي هذا الإطار، قال مهند مصطفى الباحث في مركز مدى الكرمل، إن "إسرائيل تحاول أن تفرض على الاتفاق شرط عدم التعهد بوقف للحرب وبوقف شامل لإطلاق النار".

وأضاف مصطفى في حديث لـ "العربي" من أم الفحم، أن "نتنياهو لعب دورًا كبيرًا في محاولة تخريب الصفقة، عبر التصريح بأنه سوف يجتاح رفح سواء أكان هناك اتفاق أم لا، في رسالة لحماس بأنه لِم عليها الذهاب إلى صفقة دون أن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع إصرار نتنياهو على اجتياح رفح بكل الأحوال".

وتابع: "على عكس الإدارة الأميركية، هناك اتهام داخل المجتمع الإسرائيلي لنتنياهو لأنه على ما يبدو معنيًا بإفشال الصفقة عبر التصريحات المتواصلة بشأن العملية في رفح". ويلفت إلى أن إسرائيل لن تتخلى عن شرطها، الذي يعد مركزيًا ومصيريًا بالنسبة لمستقبل نتنياهو وبقاء حكومته كما هي.

المعادلة "الأفضل" بالنسبة واشنطن

من جهته، قال توماس واريك، مساعد وزير الخارجية الأميركي سابقًا، "إن واشنطن تحاول أن توضح لحماس أن هذه الصفقة هي الأفضل، التي يمكن الوصول إليها عبر وقف مؤقت لوقف إطلاق النار والإفراج عن محتجزين".

وأضاف واريك في حديث لـ "العربي" من واشنطن: "أن واشنطن سوف تحثّ الطرفين على الاتفاق على هذه المعادلة"، مشيرًا إلى "أننا ننتظر النتائج التي ستتمخض عن هذا اليوم المهم من المفاوضات".

وبينما ذكر بدعوة الولايات المتحدة إسرائيل إلى وضع خطة أفضل للتصدي لحاجات أكثر من مليون شخص في رفح، قال: يبدو أن إسرائيل تتجاوب، مستدركًا بأن السؤال مرتبط بالخطة التي تقول إسرائيل وضعتها، فهل تكون كافية؟ وأشار إلى أنه لا يتوقع هجومًا على رفح خلال الأسبوع القادم.

"حماس ليست مسؤولة عن تعطيل الصفقة"

بدوره، عبد العليم محمد، المستشار في مركز الأهرام للدراسات، أكد أن "حماس ليست المسؤولة عن تعطيل الصفقة، لأن مطالب الحركة مشروعة تتعلق بعودة النازحين إلى شمال غزة، وتتعلق بوقف إطلاق النار واستئناف المساعدات الإنسانية، وهي بالمجمل مطالب الشعب الفلسطيني وحتى العالم". 

وأضاف في حديث لـ "العربي" من القاهرة، أن "حماس أبدت مرونة كبيرة في المفاوضات"، لافتًا إلى أن أمر الضمانات مرهون بالولايات المتحدة وإسرائيل في حال وجود نية جادة لوقف الحرب على غزة ولتبادل جدي للأسرى.

وذكر بأن "واشنطن تمد إسرائيل بدعم سياسي ومادي ولوجيستي وتقدم لها الغطاء السياسي الأكبر في العالم، وبالتالي لها اليد الطولى في حثّ تل أبيب لتقديم الضمانات".

المصادر:
العربي
شارك القصة