Skip to main content

"كابوس حقيقيّ".. ارتفاع "مُقلِق" في حالات الانتحار بين أطفال سوريا

الإثنين 3 مايو 2021

عاش أطفال سوريا أقسى عشر سنوات منذ عام 2011 أحالت حياتهم إلى "كابوس حقيقي".

فبعدما نجح النظام في تحويل الثورة إلى صراع مسلّح أودى بحياة نصف مليون شخص وتسبب في تهجير 12 مليون شخص، بدأت آثار خطيرة وعميقة لهذه المعاناة تظهر على الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع السوري، فئة الأطفال.

وفي هذا السياق، يشير تقرير لمنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية إلى أنّ خمس حالات الانتحار المسجّلة ومحاولات الانتحار كانت من قبل الأطفال في شمال غربي سوريا، حيث يواصل السوريون مواجهة التهديدات المزدوجة والمتمثلة في القصف الجوي ووباء فيروس كورونا.

محاولات الانتحار ارتفعت بنسبة 86%

وحذرت المنظمة من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين في مناطق شمال غربي سوريا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، وذكرت أنّ محاولات الانتحار ارتفعت بنسبة %86 قياسًا بالأشهر الثلاثة الأولى من السنة نفسها.

وسجّلت المنطقة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي 246 حادثة انتحار ونحو 1748 محاولة انتحار.

وأشارت إلى أنّ واحدة من كل خمس حالات انتحار مسجّلة خلال الأشهر الأخيرة من عام 2020 أصحابها أطفال، و42 على الأقل ممّن حاولوا الانتحار أعمارهم دون سن 15 عامًا، بينما يسجل المراهقون والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16  و20 عامًا نحو %18 من الأعداد المسجلة.

ما هي أسباب ارتفاع حالات الانتحار؟

وتشير هذه الأرقام إلى الظروف المتدهورة للسوريين في شمال غربي البلاد إذ يعانون من الفقر ونقص التعليم والعمل والعنف المنزلي وزواج الأطفال.

وأكّدت المنظمة أيضًا أنّ الازدحام والظروف غير الصحية في مخيمات النازحين ونقص البنية التحتية في شمال غربي سوريا كلّها عوامل تؤدّي إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية.

ما علاقة الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا بالانتحار؟

تؤكد منسقة في شبكة "حراس الطفولة" آلاء رجاء مغربية هذه المعطيات، مرجعةً ارتفاع حالات الانتحار لعوامل عدّة، من بينها إغلاق المدارس بسبب الصراع المسلح كما الجائحة العالمية، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتدهور الليرة السورية.

وتشير مغربية، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الوضع الاقتصادي المتردّي جعل الأطفال في شمال غربي سوريا "أكثر هشاشة"، حتى إنّ الأزمة أثّرت على الأطفال الذين كانوا ينتمون لعائلات تُصنَّف "ميسورة". وتلفت إلى أنّ بعض العائلات باتت تعتمد على الأطفال لتوفير مصروف المنزل، ما جعل هؤلاء الأطفال في "خطر حقيقي".

وتأسف مغربية لكون تمويل المشاريع التي تستهدف الأطفال وتساعد على تحسين صحتهم النفسية؛ يقل للأسف بسبب الأوضاع السياسية وجائحة كورونا.

المصادر:
العربي
شارك القصة