Skip to main content

كواليس استعدادات البيت الأبيض للغزو الروسي.. تعرّفوا على "فريق النمر"

الأربعاء 16 فبراير 2022

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشر أمس الثلاثاء، بأن البيت الأبيض شكّل فريقًا أطلق عليه اسم "فريق النمر"، مهمته الأساسية رسم الخطط للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا وكيفية الردّ عليه.

وبحسب الصحيفة الأميركية، يتكوّن الفريق الذي ألفته إدارة جو بايدن من مجموعة من الخبراء وهو ليس بالجديد، بحيث شكّل رسميًا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بعدما اكتشف مسؤولو مجلس الأمن القومي الأميركي "علامات مقلقة عن زيادة كبيرة في القوات الروسية على الحدود الأوكرانية".

وحينها، دعا المجلس عدّة وزارات مثل الدفاع والخارجية والطاقة والأمن الداخلي والخزانة، إضافة إلى الوكالة الأميركية للتنمية "للنظر في أزمة إنسانية محتملة".

كما يبدو أن وكالات الاستخبارات منخرطة بدورها في هذا الفريق، فبحسب "واشنطن بوست"، تعمل بدورها على تحديد مختلف المسارات التي قد يتّبعها الروس، والتي يمكن أن تبدأ من "هجوم محدود لا يستحوذ إلا على جزء من أوكرانيا" وقد يصل إلى "غزو واسع النطاق يهدف إلى استبدال حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي واحتلال جزء كبير من البلاد أو أكملها".

كتيب "السيناريوهات" المحتملة

وهذا ليس كل شيء، فقد أجرى "فريق النمر" أيضًا تمرينين لعدة ساعات حتى الآن أحدهما من مسؤولي الحكومة الأميركية لإعداد سيناريوهات محتملة للغزو الروسي، بالإضافة إلى تجميع كتيب يلخص مجموعة من الاستجابات المحتملة السريعة بدءًا من اليوم الأول للغزو وامتدادًا على نحو أسبوعين من وقوعه.

وذكر التقرير أن هذا الكتيب مكّون من نحو 30 ورقة، يطرح فيها فرضيات تجاوزت حدود ساحة المعركة وبحث في أسئلة مثل كيفية التعامل مع "اللاجئين الأوكرانيين" الذين قد يتدفقون إلى بولندا ورومانيا في حال وقوع الحرب.

كذلك تطرّق إلى كيفية تأمين السفارة الأميركية في كييف، وتحديد نوع العقوبات التي يجب فرضها على موسكو وكيفية الردّ على أي هجوم سيبراني روسي محتمل في حال حصوله.

كما بحث سيناريوهات محتملة أخرى مثل الرد الروسي على العقوبات، وكيفية ضمان حصول أوروبا الغربية على إمدادات الغاز الطبيعي في ظلّ هذه الأزمة، إذا سعت روسيا إلى وقف تدفق الطاقة.

وكشفت "واشنطن بوست" أيضًا أن "فريق النمر" يعمل على "رصد المعلومات المفبركة الروسية التي قد تنشرها لتبرير غزو أوكرانيا"، بما في ذلك مؤامرة "العَلَم الكاذب" المحتملة" التي تزعم أن موسكو ستقوم فيها "بتفجير يقتل موطنين من العرقية الروسية في أوكرانيا أو في روسيا كذريعة لتبرير الغزو".

هل خفتت طبول الحرب؟

أما الكشف عن "فريق النمر"، فيأتي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الأميركية والغربية من أن أوكرانيا على شفير حرب محتملة، ومقابل اتهامات روسيا لأميركا بشنّ حملة "استفزازية" ضدّها، و"أنها تجرّ روسيا إلى حرب لا تريد خوضها".

يذكر أن أمس الثلاثاء، أعلنت روسيا سحب جزء من قواتها المنتشرة على الحدود الأوكرانية والبالغ عددها نحو 130 ألف عسكري، بينما قال حلف الناتو إنه لم ير على الأرض "أي إشارة لوقف التصعيد".

كما أعادت روسيا، التأكيد اليوم الأربعاء، على انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014، حيث كان حشد قوات يثير مخاوف من احتمال غزو أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية التي أوردت بيانها وكالات الأنباء الروسية: "أنهت وحدات إقليم الجنوب العسكري تمارينها التكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم وتعود عبر السكك الحديد إلى ثكناتها الأصلية"، مضيفة أن آليات سلاح المشاة والمدفعية تغادر القرم في قطارات.

وفي هذا السياق، يؤكّد الأكاديمي والكاتب السياسي خطار أبو دياب لـ"العربي" أنه رغم انتشار الأنباء عن سحب روسيا لجزء من قواتها وانتهاء مناوراتها، إلا أن الأزمة الأوكرانية لا تزال موجودة، معتبرًا أن الجانب الروسي لا يرغب بالتراجع قبل "أخذ ثمن ما".

المصادر:
العربي
شارك القصة