Skip to main content

كورونا.. موجة جديدة تضاعف آلام غزة المحاصَرة

الأحد 28 مارس 2021
يحاول أهالي غزة مقاومة انتشار الفيروس بوسائل بسيطة

منذ بداية مارس/ آذار الجاري، دخل قطاع غزة في موجة جديدة من جائحة كورونا، حيث يتصاعد منحنى الإصابات بشكل يومي، وسط توقعات بتجاوز حاجز 1000 إصابة يوميًا خلال الأيام القادمة.

ووصفت مصادر طبية، هذا التصاعد بـ"الخطير والمقلق"، لا سيّما وأن القطاع المُحاصر إسرائيليًا للعام الـ15 على التوالي، لم يُحدد طبيعة السلالة الجديدة التي من المحتمل أن تكون وصلت غزة وتسبّبت بهذه الموجة. وبدأت الحكومة في غزة (تديرها حماس)، مؤخرًا، بتنفيذ عدة إجراءات للوقاية من كورونا، أبرزها الإغلاق الليلي اليومي، ومنع الحفلات وبيوت العزاء في الشوارع.

وتعوّل الحكومة على "المسؤولية الاجتماعية" للأفراد بشكل كبير؛ حيث لم تمنع التجمّعات خاصة في صالات الأفراح المُغلقة، إنما حددت عدد الحضور في القاعة، كما أبقت على المدارس والمساجد مفتوحة.

في المقابل، يتخوف السكان من الموجة الجديدة في ظل انتشار الفيروس، الذي يصفونه بـ"السريع". وتزداد هذه التخوّفات مع اقتراب شهر رمضان الذي تمتاز طقوسه بالتقارب والإفطار الجماعي، وتبادل الزيارات. وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي (تديره حماس)، الأحد: "مؤشرات الحالة الوبائية دخلت مرحلة الخطر، وتحتاج التزامًا من الجميع، وتخليًا عن حالة التراخي، وتستدعي تشديد الإجراءات الاحترازية".

وبحسب وزارة الصحة بغزة (تديرها حماس)، فقد بلغ إجمالي أعداد الإصابات بفيروس كورونا، أكثر من 62 ألفًا، بينهم 599 وفاة.

طفرات جديدة في فيروس كورونا

من جانبه، أعرب عبد الناصر صبح، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة، عن تزايد الشكوك حول "وصول الطفرات الجديدة من فيروس كورونا إلى قطاع غزة".

وأضاف صبح أن هذه الشكوك تأتي في ظل الانتشار السريع للفيروس، ضمن الموجة الثانية، وهذا الانتشار أحد صفات الطفرات الجديدة". وأوضح أن المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة بغزة، ليس لديه إمكانيات لفحص الطفرات الجديدة.

وبيّن صبح أن منظّمته أبلغت الوزارة سابقًا عن استعدادها "لإرسال أي عينات، لفحص الطفرات الجديدة، سواءٌ في المختبر المركزي في مدينة رام الله بالضفة الغربية أم في إسرائيل".

واستكمل قائلًا: "الصحة العالمية تنتظر أي طلب من وزارة الصحة للقيام بذلك". وأشار إلى أنه في حال تم إجراء فحوصات الطفرات الجديدة خارج غزة، وتبيّن وصولها للقطاع، ستعمل "الصحة العالمية على توفير المواد والأجهزة اللازمة بفحص هذه الطفرات".

وعبّر صبح عن قلق منظّمته من "الحالة الوبائية في غزة، في ظل الارتفاع الكبير بأعداد الإصابات، نظرًا لسرعة انتشار الفيروس".

وبحسب المؤشرات الحالية، توقّع صبح أن تتجاوز أعداد الإصابات يوميًا حاجز الـ"1000"، خلال فترة وجيزة، إذا استمرت حالة التراخي في الإجراءات الوقائية الحالية، على ما هي عليه.

أعراض شديدة

بدوه، قال يوسف العقّاد، مدير المستشفى الأوروبي، وهو مستشفى حكومي مخصص لعلاج إصابات كورونا: إن الإصابات التي تصل المستشفى "أعدادها في زيادة مستمرة، من حيث الكم والنوع".

وتابع: "منذ منتصف مارس، ارتفع عدد الإصابات الموجودة داخل المستشفى، من 11، إلى 50 إصابة وربما يزيد". وبيّن أن 15 حالة من بين الإصابات تمكث في غرفة "العناية المركّزة"، بينما تتوزع باقي الإصابات على "الأسِرّة الخطرة"، الموصولة بـ"الأكسجين".

وذكر أن الموجة الجديدة من كورونا تتسبب بـ"أعراض الموجة الأولى ذاتها، لكنّها أشد، خاصة فيما يتعلق بصعوبة التنفّس". وأعرب عن آماله في "إمكانية السيطرة على هذه الموجة، والتعامل معها بنجاح، كما حدث في الموجة الأولى". لكنّه ربط ذلك باستجابة السكان للإجراءات الوقاية، التي قال إنهم كانوا أشد التزامًا بها خلال الموجة الأولى، مقارنة مع ما وصفه بـ"حالة الاستهتار والتراخي".

حالة قلق في قطاع غزة بسبب كورونا

وعلى صعيد الشارع الغزي، تشعر الفلسطينية، لين النفّار (23 عامًا)، وهي أمٌّ لطفلة، بالقلق من وصول الفيروس لعائلتها، في ظلّ ارتفاع أعداد الإصابات. وتقول إنها تمتنع عن الخروج من المنزل إلا للضرورة، كما أنها قلّصت زياراتها مؤخرًا إلا للاطمئنان على عائلتها، وذلك خوفًا على طفلتها من الإصابة.

وتضيف أن أكثر ما يثير الحيرة حول ارتفاع أعداد الإصابات هو "عدم التعرّف على السلالة التي أسفرت عن ذلك". كما أعربت عن تخوفاتها من تدهور الوضع الصحي بغزة، في ظل نقص الإمكانيات المتاحة.

بدوره، يقول المواطن لؤي موسى (32 عامًا)، وهو سائق مركبة أُجرة: "الموجة الجديدة من الجائحة تثير الذعر". وأضاف وهو يمسح كفيّه بمادة التعقيم السائلة: "نحن السائقون، في وجه هذه العاصفة، خاصة وأننا نتعامل مع عشرات السكان، منهم المريض ومنهم السليم، كما أننا نتبادل النقود بشكل روتيني، دون تعقيمها".

وعبّر عن تخوفاته، من أن تتسبب هذه الموجة، بالإغلاق الكامل في غزة؛ ما يؤدي إلى فقدانه لمصدر رزقه. واستكمل قائلا: "نعمل بنظام اليومية، إن عُطّلت أعمالنا ليوم واحد، لن نجد الطعام، وقد تضررنا كثيرًا من إجراءات الإغلاق الأول" التي فرضتها الحكومة بغزة منتصف عام 2020 واستمّرت حتى فبراير/ شباط الماضي.

المصادر:
الأناضول
شارك القصة