"كومضة شهاب".. أبرز محطات حياة خالد تاجا في ذكرى رحيله

حفر خالد تاجا عميقًا في ذاكرة المشاهد العربي؛ فالممثل السوري لم يثر انفعالات آنية في نفوس من تابع أعماله، بل ثبّت حضور كل أدواره بأداء كاد لشدة احترافيته أن يبدو في الوقت عينه بسيطًا وحقيقيًا.

وفيما تمرّ في الرابع من أبريل الذكرى التاسعة لرحيله، تُستعاد الشخصيات التي لعبها تاجا ومعها الانطباعات الحاضرة في وجدان محبّيه؛ ومنها الرعب الذي نشره "عزمي" عبر مسلسل "جريمة في الذاكرة"، والاستياء من رذيلة "الأستاذ ممدوح" في "يوميات مدير عام"، وشرّ "الباشا نظمي" في مسلسل "تمر حنة"، بمقابل التعاطف مع "بابا كريم" في "الفصول الأربعة".

من هو خالد تاجا، "أنطوني كوين العرب"؟

أي مراحل طبعت مسيرة خالد تاجا، الذي لقبه الشاعر الراحل محمود درويش بـ"أنطوني كوين العرب"؟

وُلد خالد تاجا في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1939 بحي ركن الدين في العاصمة السورية دمشق.

انطلاقته الفنية كانت على خشبة المسرح في منتصف خمسينيات القرن الماضي، ثم قدّم أعمالًا سينمائية كان باكورتها بطولة فيلم "سائق الشاحنة"، الذي تبعته أفلام أخرى مثل: "أيام في لندن"، و"العار"، و"رجال تحت الشمس".

في التلفزيون، تطول لائحة أرشيف الممثل الراحل، ويُذكر من أعماله: "الخبز الحرام"، و"إخوة التراب"، و"التغريبة الفلسطينية"، و"أيام شامية"، و"الزير سالم"، و"عشتار"، و"ربيع قرطبة"، و"أهل الراية"، و"بنات أكريكوز".  

 أربع زيجات     

على المستوى الشخصي، كانت لخالد تاجا أربع زيجات، منحته إحداها دورًا "حقيقيًا" بصفة "الأب".

أما صحيًا فقد عانى من إصابته بسرطان الرئة، وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي. ورغم تعافيه بعد استئصال إحدى رئتيه، إلا أن "الخبيث" ظهر في آخر سنيّ حياته.

ومما يُذكر أن تاجا كتب شاهدة قبره وفيها: "مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب، زرع النور بقلب من رآها لحظة ثم ومضت".

وإن كان الراحل اختصر رحلته على هذا النحو، فإن مسيرته كانت قد وضعته بين أفضل خمسين ممثلًا في العالم بحسب تصنيف لمجلة "التايم" الأميركية.

وقد حظي الراحل خالد تاجا أيضًا بعدد من التكريمات إحداها في مهرجان بودابست ببلجيكا في العام 2010. ومن الجوائز التي نالها الجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر.