كيف نعزز قدرات الأطفال لتخطي تحديات كورونا؟
تبدلات كثيرة طرأت على نمط العيش في ظل وباء كوفيد 19. ومع ملازمة الأسر منازلها نتيجة الحجر الصحي وإجراءات الإغلاق، وجد كل من الأهالي والأطفال أنفسهم أمام واقع العزلة الإجتماعية والتعلم عن بعد والتهديد المستمر بالمرض.
وفيما تؤكد منظمة "اليونيسيف" على أن لكل طفل الحق في أن ينشأ في بيئة آمنة ومستقرة توفر له العناية الأساسية، تشدد في منشور على صفحتها الرسمية في موقع فايسبوك، على واجب الحكومات في الاستثمار بشكل عاجل في خدمات الصحة النفسية لحماية جيل كامل من الآثار العميقة لأزمة كوفيد-19.
إلى جانب ذلك؛ تُطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تعزيز الأهل قدرات أطفالهم لتخطي تحديات كورونا، خوفًا من التداعيات النفسية والاجتماعية لهذا الواقع المستجد.
صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن الدكتور هارولد كوبليفيتش، المدير الطبي لمعهد "تشايلد مايند" والطبيب النفسي للأطفال والمراهقين، قوله إن هناك خطوات صغيرة بإمكانها مساعدة الأهل في تعزيز الصمود والاعتماد على الذات لدى أطفالهم.
وتحدث كوبليفيتش عن مقاربة "تأثير السقالة"، لافتًا إلى أن على الأهل التفكير بدورهم باعتباره سقالة لمبنى قيد الإنشاء: طفلهم. بحيث لا تتحكم السقالة في شكل أو نمط المبنى، وتخفّف من دعمه مع ارتفاع المبنى.
وأكد وجوب وضع توقعات واقعية، داعيًا الأهل إلى إعادة تقييم توقعاتهم للتطور والإنتاج الأكاديميين. لاسيما مع حصول الأطفال على تعليم هجين وتعليم عن بعد.
ورأى أن أفضل ما يفعله الوالدان الآن هو وضع روتين معين وبرامج زمنية، على غرار اعتبار مساء كل أربعاء مناسبة لتناول البيتزا. أو اعتبار مساء كل نهار جمعة أمسية لمشاهدة الأفلام.
روتين منزلي
وشرح أن إعادة وضع روتين منزلي تخفف عادًة من قلق الطفل، لا سيما خلال مرحلة كهذه فيها الكثير من عدم اليقين.
وبغية تعزيز السلوك الجيد، نصح بالإشادة بالتصرف الحسن والتعبير عن السرور والرضا بذلك. كما دعا الأهل إلى توجيه الشكر وعبارات المديح، على غرار القول: "شكرًا جزيلًا على ترتيب الطاولة"، و"أنا معجب بما تبذله من جهود في الاستعداد للامتحان".
وإذ نبه إلى وجود ميل اعتيادي إلى التركيز على التصرف السلبي مثل "أنت تأكل وفمك مفتوح" و"لم تقل مرحبًا"، حذر من أن السلوك الجيد يمكن أن يختفي إذا لم تتم ملاحظته.
وأضاف أنه مهما كان أحد الوالدين منزعجًا من السلوك السلبي عليه عدم الصراخ والتفوه بكلمات قبيحة، فذلك لن يجعل الأمر أفضل. ودعاهم بدلًا من ذلك إلى الخروج للجري أو الاتصال بصديق.
وأكد أن فقدان السيطرة مجرد نموذج سيء للطفل، وعلاوة على ذلك لا يأتي بنتيجة.
وفيما أشار إلى أن الكثير من الأطفال سيعانون من أعراض القلق مع انتهاء مرض كوفيد، قال: "إذا كان لديك طفل قلق اجتماعيًا أو يعاني من قلق الانفصال، فهما ليسا في المدرسة حاليًا ولا يتعرضان بالتالي للعامل المثير للقلق، في حين أن استمرار التعرض يُكسب مهارات التأقلم".
ودعا الأهل إلى تشجيع أطفالهم على تحديد مواعيد Face time أو لقاء عائلة أخرى بشكل آمن.