لبنان.. غضب وانتقادات بعد الكشف عن تفاصيل وفاة المطرب جورج الراسي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان غضبًا عارمًا وانتقادات طالت وزارة الأشغال اللبنانية، ومتعهدي صيانة الطرقات بعد وفاة المطرب جورج الراسي والسيدة التي ترافقه في حادث سير صباح أمس السبت. 

وأدى حادث سير مروّع إلى مصرع الراسي ومنسقة أعماله الفنية، خلال عودتهما من حفل فني في العاصمة السورية دمشق، بالقرب من نقطة المصنع الحدودية داخل الأراضي اللبنانية، بعد أن ارتطمت السيارة بحاجز إسمنتي، الأمر الذي أدى إلى تهشمها تمامًا. 

ونقلت جمعية "اليازا" للتوعية المرورية على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل، صورًا للحاجز الذي يعترض طريقًا من مسار واحد، قبل أن يشطرها إلى اتجاهين، وهو غير مجهز بإضاءة أو إشارات تدل على وجوده، الأمر الذي أثار سخط العديد من الناشطين الذين اتهموا الدولة بإهمال واجباتها في السلامة المرورية. 

ونقلت "اليازا" مقطعًا مصورًا للطريق التي شهدت الحادث المروع، وعلقت بالقول: "يبدو أنّ خللًا كبيرًا في غياب الحماية على الفاصل الوسطيّ كان له دور كبير في المأساة التي وقعت فجر اليوم".

واعتبرت الممثلة نادين الراسي شقيقة الفنان صاحب الـ40 عامًا، أنّ أخاها قد قُتل بسبب الطريق الخالية من الإضاءة أو أي علامات تدل على وجود حاجز إسمنتي في تصريحات صحافية أدلت بها مساء أمس. واتهمت المسؤول عن تعهدات الطريق القريبة من الحدود السورية، بالقتل المباشر، محملة وزير الأشغال علي حمية مسؤولية الحادث. 

ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن الوكيل القانوني للفنان الراحل أنّ تقرير الطبيب الشرعي أكد أنّ "الجثة سليمة وهناك كسور في القفص الصدري والرأس، والعظم مطحون في إحدى قدميه، وذلك نتيجة الرضوض القوية إثر اصطدام سيارته بقوّة بالحاجز الوسطي". 

يذكر أن لبنان سجل معدل وفيات بلغ 371 شخصًا جراء حوادث السير، فيما بلغ عدد الجرحى 3841، في 2885 حادث سير عام 2021، وفق إحصائيّات صادرة عن قوى الأمن الداخلي، بحسب الصحيفة اللبنانية نفسها. 

وتسببت الأزمة الاقتصادية التاريخية التي تضرب البلاد، بشح في مادة الفيول التي تزود بها البلاد معامل الطاقة لديها، ما أدى لانقطاع تام للتيار الكهربائي، بلغ معدل 23 ساعة يوميًا، وغابت الإضاءة عن الكثير من الطرقات الدولية والجبلية منها، الأمر الذي يضاعف من مخاطر القيادة ليلًا. 

يذكر أن الفنان الراحل كان قد شارك في حملة توعوية مع "اليازا" حول قيادة السيارات، بعد تعرضه لحادث سير عام 2012، ونصح خلالها الشباب بوضع حزام الأمان الذي قال حينها إنّه أسهم في إنقاذ حياته، مؤكدًا أن السرعة مكانها في حلبات السباق، لا الطرقات العامة.