Skip to main content

لجأت إليها الأرجنتين لزيادة الإنتاج.. هل من أضرار للقمح المعدل وراثيًا؟

الإثنين 26 سبتمبر 2022

يتم اختبار سلالة قمح معدلة وراثيًا في مزارع أرجنتينية، لجعل المحصول أكثر مقاومة للجفاف ويتحمل أشعة الشمس، بسبب الجينات الإضافية المستخلصة من عباد الشمس. 

وتمكن تلك العملية الحبوب من مجابهة أقسى الظروف المناخية، حيث تحل الأرجنتين الملقبة بـ"بلاد الفضة" في المرتبة الحادية عشرة بين الدول المنتجة للقمح، ويشكل محصولها دعامة مهمة لاستقرار مؤشرات الغذاء، والأسعار العالمية خاصة في ظل الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على أزمة القمح حول العالم. 

وتؤكد المختصة في التغذية العلاجية، روى الرفاعي، في حديث إلى "العربي" أن محاولات العلماء الكثيفة لزيادة إنتاج القمح، أتت مع ظروف تغيّر المناخ، والحرب الأوكرانية، إضافة إلى المجاعات المنتشرة حول العالم. 

سرعة الانتاج

وحتى عام 2020 لم يكن مسموحًا على المستوى العالمي، استهلاك أصناف من القمح المعدل وراثيًا، لكن مركزًا زراعيًا أرجنتينيًا أعلن حصوله على موافقة دولية لبدء توريد هذا النوع من القمح، بعد سنوات من التردد والتحفظ. 

وهناك عشرات المراكز في العالم لدراسة واختبار تلك العملية، التي توفر تقنيتها تحسنًا بنسبة 20% في الغلة مقارنة بالقمح العادي، حيث تنتج الأرجنتين 20 مليون طن من القمح سنويًا. 

وتوضح الرفاعي أن المدة التي يستغرقها إنتاج هذا القمح لا تتجاوز الـ140 يومًا من الزراعة وحتى الحصاد، مقارنة بالأشهر العديدة للقمح العادي، كما يتم استعمال جنيات الأسماك التي تتحمل البرودة الشديدة فيها. 

الأضرار

وتقول المختصة في التغذية العلاجية إنّ التقنية الحديثة تستهدف تعديل الحمض النووي للقمح، لتغيير خصائص فيه، لتعزيز قدراته على تحمل الظروف المناخية، وآثار المبيدات الحشرية، وغيرها من الظروف التي تواجهها زراعته، مشيرة إلى أن هذه التقنية استخدمت سابقًا في تعديل أنواع نباتات استخدمت للعلاج.

ويعتقد معارضون لتلك التقنية أنها غير صحية للإنسان، وتتسبب بالكثير من الأمراض المزمنة، لكن قائمة كبيرة من الدول بدأت اتخاذ هذا النهج، بعد أن أثارت موجة الجفاف التاريخية في الصين والولايات المتحدة وأوروبا مؤخرًا، الخوف حول مستقبل الغذاء حول العالم. 

وتؤكد المختصة روى الرفاعي لـ"الـعربي"، أن تلك التقنية ضاعفت بشكل كبير بروتين الغلوتن، الموجود في القمح العادي، وذلك قد ينتج بعض الحساسية لدى مرضى السيلياك، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة. أما لغير المرضى بالسيلياك، فإن الزيادة في بروتين الغلوتن تؤدي إلى اضطرابات في الهضم، وتغيير الغشاء المخاطي للمعدة. 

يذكر أن البرازيل أيضًا تقوم بتلك العملية التقنية، لضمان تمكن تلك الحبوب من مجابهة الظروف المناخية، في منطقة سيرادو، الأكثر سخونة وجفافًا في بلاد "السامبا"، أملًا في وصول المحصول إلى 12 مليون طن سنويًا بعد 10 سنوات من تلك التجارب، عوضًا عن 9 ملايين طن تنتجها حاليًا.

المصادر:
العربي
شارك القصة