لحماية المدنيين في رفح.. جنوب إفريقيا تلجأ لمحكمة العدل الدولية
أكدت حكومة جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، تقديمها طلبًا لمحكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كان قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح يتطلب استخدام المحكمة سلطتها لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين.
وأمرت محكمة العدل الدولية الشهر الماضي إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها من أجل منع قواتها من ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار قضية رفعتها جنوب إفريقيا.
جاء هذا في وقت تعتزم فيه إسرائيل توسيع نطاق اجتياحها البري لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني هربًا من الحرب الإسرائيلية التي تسببت في تدمير جزء كبير من القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
"قتل الكثير من المدنيين"
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الذي تترأس بلاده مجموعة السبع في الفترة الحالية، أن هجمات إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة "غير متناسبة"، وتحصد أرواح "الكثير من المدنيين الفلسطينيين".
وقال الوزير الإيطالي: "في هذه المرحلة الرد الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين غير متناسب. من المناسب حث إسرائيل على توخي الحذر، يُقتل الكثير من المدنيين الفلسطينيين".
وفي السياق نفسه، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد دعت إسرائيل الثلاثاء لتوفير "ممرات آمنة" للمدنيين في رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي في برلين قبل توجهها الأربعاء إلى إسرائيل: "لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية" فيها.
وأضافت: "لا يمكن أن يختفي هؤلاء الآباء والأطفال والعائلات بكل بساطة. لا مكان يتجهون إليه، ليس جنوبًا على كل حال".
وتقع الحدود مع مصر جنوب رفح، وما زال المعبر مغلقًا أمام أهالي غزة.
الأمم المتحدة لن تشارك في الإجلاء القسري
وكان متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أفاد "رويترز" اليوم الثلاثاء بأن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفًا أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.
وقال ينس لايرك المتحدث باسم المكتب ردًا على أسئلة للوكالة حول خطط رفح: "لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقًا".
وأضاف: "بعيدًا عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي. ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين".