Skip to main content

مؤشرات على "مقاومة" شعبية.. طالبان تؤكد: نريد علاقات جيدة مع العالم

الخميس 19 أغسطس 2021
أكدت طالبان أنها ترغب في أفضل علاقات دبلوماسية وتجارية مع جميع الدول

تستمر التطورات في أفغانستان، عقب سيطرة طالبان على البلاد، مع إعلان بعض الجهات السياسية الأفغانية "مقاومة" الحركة.

وطالب مسعود، نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة عام 2001، بدعم أميركي بالأسلحة والذخائر من أجل "مقاومة طالبان".

من جهة أخرى، قُتل عدة أشخاص اليوم الخميس، في مدينة أسد أباد الأفغانية؛ بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على مجموعة كانت تلوح بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال.

من جهته، أكد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، عبر حسابه على "تويتر" أن الحركة ترغب في "علاقات دبلوماسية وتجارية أفضل مع جميع الدول".

مقاومة طالبان

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، أن المقاومة ضد طالبان تتركز حاليًا في بانشير، مع نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح و أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود، داعيًا إلى إجراء محادثات من أجل تشكيل "حكومة تمثيلية" في أفغانستان.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو: إن "طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية. تصل معلومات عن الوضع في وادي بانشير" بشمال شرق كابل "حيث تتمركز قوات المقاومة التابعة لنائب الرئيس أمر الله صالح وأحمد مسعود".

وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء الماضي، طالب مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة عام 2001، بدعم أميركي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة طالبان التي استعادت السلطة في كابل.

وقال مسعود: "ما زال بإمكان أميركا أن تكون ترسانة كبيرة للديمقراطية"، عبر دعم مقاتليه الذين أصبحوا "مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان". 

وكان والده أحمد شاه مسعود من المقاومين ضد السوفيات وقاتل طالبان، واعتُبر بطلًا قوميًا بموجب مرسوم رئاسي عام 2019.

ونشر مسعود الذي يقود حزبًا سياسيًا اسمه "جبهة المقاومة" الإثنين، عمودًا في المجلة الفرنسية "لا ريغل دو جو"، أكد فيه أنه يريد أن يجعل معركة والده "حربه"، داعيًا الأفغان إلى الانضمام إليه "في معقلنا في بانشير وهي آخر منطقة حرة في بلدنا المحتضر".

وفي مقاله في "واشنطن بوست"، أوضح مسعود أن جنود الجيش الأفغاني "الغاضبين من استسلام قادتهم" وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير. 

وتُظهر صور ومشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود معًا في وادي بانشير، وهما يؤسسان كما يبدو تمردًا على النظام الجديد.

ولم تستطع طالبان السيطرة يومًا على وادي بانشير الذي يصعب الوصول إليه، فيما قال مسعود: "لكننا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والذخيرة ومزيد من المعدات"، مؤكدًا أن طالبان تشكل تهديدًا خارج البلاد أيضًا. 

وتابع: "أفغانستان ستصبح تحت سيطرة طالبان بدون شك، قاعدة للإرهاب الإسلامي الراديكالي وستُحاك مؤامرات ضد الديمقراطيات هنا مرة أخرى".

وطلب من واشنطن مواصلة دعم "قضية الحرية" وعدم التخلي عن أفغانستان لطالبان، مؤكدًا "أنتم أملنا الأخير".

قتلى في مظاهرة مناهضة لطالبان

على الضفة الأخرى، قُتل عدة أشخاص اليوم الخميس في مدينة أسد أباد الأفغانية بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على مجموعة كانت تلوح بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال، بحسب ما أفادت "رويترز" نقلاً عن أحد الشهود، وذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة أشخاص في احتجاجات في جلال أباد.

وذكرت وسائل إعلام أن الاحتجاجات التي يشارك فيها أشخاص يلوحون بالعلم الأفغاني، بعد تمزيق رايات طالبان البيضاء في بعض الأحيان، هي أول المؤشرات على معارضة شعبية لطالبان بعد تقدمهم السريع في أنحاء البلاد وسيطرتهم على العاصمة كابل يوم الأحد.

وقال الشاهد، ويدعى محمد سالم، إنه: لم يتضح إن كان القتلى في أسد أباد، عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، قد سقطوا بسبب إطلاق النار أم بسبب التدافع الذي أعقبه.

وأضاف: "خرج المئات إلى الشارع، كنت خائفًا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل".

وتابع: "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان".

وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن مدينة جلال أباد في شرق البلاد وأحد أحياء إقليم باكتيا شهدا تظاهرات، لكن لم ترد تقارير عن وقوع أحداث عنف.

وتحتفل أفغانستان بعيد الاستقلال عن بريطانيا عام 1919، في 19 أغسطس/ آب من كل عام.

وأمس الأربعاء، أشار شهود ووسائل إعلام إلى أن مقاتلي طالبان أطلقوا النار على محتجين يلوحون بالعلم الوطني في جلال أباد مما أسفر عن مقتل ثلاثة.

كما نشرت وسائل إعلام مشاهد مماثلة في أسد أباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضا الأربعاء، بينما مزق المحتجون في بعض الأنحاء راية طالبان البيضاء.

وعبّر أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، عن دعمه للاحتجاجات، حيث كتب عبر "تويتر": "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".

وصرح يوم الثلاثاء، بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب استيلاء طالبان على كابل.

وسيثير قمع الاحتجاجات شكوكًا جديدة بشأن تطمينات طالبان بأنها تغيرت عما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين 1996 و2001، والتي شهدت فرض قيود صارمة على النساء وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل بوذية أثرية.

"علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة"

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، عبر حسابه على "تويتر" أن الحركة ترغب في "علاقات دبلوماسية وتجارية أفضل مع جميع الدول"، وذلك بعدما لفت الثلاثاء إلى أنهم لا يريدون أي عداوة مع أحد.

وأضاف أن الحركة "لم تصرح بعد بشأن علاقاتها التجارية مع أي بلد، كما أن الشائعات التي انتشرت حول الأمر غير صحيحة ونرفضها تمامًا".

واليوم الخميس، أفادت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية، أن طالبان أوقفت التجارة مع نيودلهي، وأغلقت محطتين تجاريتين على الحدود الباكستانية الأفغانية.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لاتحاد منظمات التصدير الهندية "FIEO" أجاي ساهي، قوله: "نأمل أن تفتح طالبان الطرق البرية قريبًا، حتى تحاول الحركة إرساء الشرعية السياسية".

وتقدر صادرات الهند إلى أفغانستان بنحو 825 مليون دولار سنويًا، فيما تبلغ الواردات 509 ملايين دولار، كما تُعتبر الهند أكبر سوق لأفغانستان في جنوب آسيا، بحسب "إيكونوميك تايمز".

وسيطرت طالبان على كافة منافذ حركة التجارة والأفراد، في وقت يتوقع أن تتنامى العلاقات الاقتصادية مع كل من إيران والصين، إذ أعلنت الأخيرة رغبتها في فتح آفاق تعاون جديدة مع الحركة.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة