Skip to main content

"مجزرة" جنين أعادتها إلى الواجهة.. "فرق الموت" الإسرائيلية تثير الجدل

الثلاثاء 17 أغسطس 2021
شيّع الأهالي في جنين بالضفة الغربية جثماني الشهيدين صالح عمار ورائد أبو سيف اللذين قتلتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي

شيّع الأهالي في جنين بالضفة الغربية جثماني الشهيدين صالح عمار ورائد أبو سيف اللذين قتلتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، بينما احتفظت بجثماني شهيدين آخرين.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إنّ سياسة القتل الإسرائيلية ستؤدي إلى تفجّر الأوضاع، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الفلسطينيين.

ويرى أهالي جنين أنّ ما جرى فيها "مجزرة مهّد لها الاحتلال إعلاميًا"، إذ إنّ صحفًا إسرائيلية ذكرت قبل يومين أنّ مشهد الحرب الوحيد في الضفة الغربية موجود في جنين.

وأوردت الصحف الإسرائيلية أنّ رئيس الأركان قال لقادة جيشه: ربما اقترب الموعد لشنّ عملية عسكرية واسعة في المدينة ومخيّمها.

وخلال شهرين تقريبًا، قتلت قوات الاحتلال ثمانية شبان في اقتحاماتها المتكررة لمدينة جنين، فيما يتوعّد مسلّحون من المدينة ومخيمها بمواصلة صدّ الاقتحامات.

خطورة "وحدات المستعربين"

وجاءت عملية جنين الأخيرة في الضفة الغربية التي قامت بها ما يُعرف بـ"وحدات المستعربين"، لتلقي الضوء من جديد على خطورة هذه الوحدات التي تواصل عملياتها السرية من إلقاء القبض أو الاغتيال لقيادات وعناصر فلسطينية بصورة لا تتوقف.

ويشترط في أفراد "وحدات المستعربين" أن تكون ملامحهم عربية أو فلسطينية، ويفضَّل من يتحدّثون العربية بلكنة فلسطينية، ويفهمون العادات والتقاليد العربية.

وتتنوّع التقارير التي تناولت نشاط هذه الوحدات ولا يوجد تقدير واضح يتعلق بكيفية اتخاذ القرار المتعلق بتصفية المطلوبين أو إلقاء القبض عليهم.

ودفع التعلق بهذه الوحدة إسرائيل إلى إنتاج أعمال درامية عنهم، بل وعُرِض أحدها في مهرجان جماعات اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل (إيباك) في الولايات المتحدة.

ووصل الأمر إلى حدّ محاولة استقطاب كتّاب للإشادة بالوحدة، سواء من إسرائيل أو من خارجها.

"أسرار" وحدات المستعربين

وكشفت السير الذاتية والكتب الإسرائيلية بعضًا من أسرار هذه الوحدة، حيث أشارت إلى أنّ عمليات الاغتيال تتمّ بناء على تقديرات استخبارية خاصة سرية، تمامًا كقائد الوحدة الذي يبقى اسمه طيّ الكتمان دومًا. وتنتهي هذه التقديرات بضرورة التخلّص أو إلقاء القبض على هذا العنصر أو ذاك.

وتصل القرارات في تداولها ببعض الأحيان إلى وزير الدفاع أو رئيس الحكومة، ولا سيّما إذا كانت هناك توقعات بأن تثير العملية ردود فعل وغضبًا جماهيريًا.

ولا يوجد تاريخ رسمي أو فعلي يتعلق بإقامة هذه الوحدات، فالبعض يقول إنّها أقيمت في ثلاثينيات القرن الماضي، فيما يؤكد آخرون بداية تشكيلها مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وكذلك لا يوجد حتى الآن رقم رسمي لعدد العمليات التي قامت بها، علمًا أنّ عددًا من أفرادها قاموا بعمليات استخباراتية سرية خارج الحدود.

"بروباغندا" إسرائيلية

ويصف الباحث السياسي إبراهيم المدهون هذه الوحدات بأنّها "فرق موت تقوم بعملية تصفية بعض السياسيين أو الأدباء البارزين".

ويشير المدهون في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على هذه الفرق في محاولة اختراق المجتمعات العربية أو الفلسطينية في الداخل.

ويتحدّث عن "حالة بروباغندا إسرائيلية من أجل تضخيم عمل هذه الفرق ولا سيما بعدما تعرضت لانتكاسة في قطاع غزة أواخر 2018 حين تمّ كشفها".

ويلفت إلى أنّه تمّ إنتاج أفلام ومسلسلات عن هذه الوحدات، بما فيها مسلسل من ثلاثة مواسم على منصّة "نتفليكس".

"تراجع وتآكل" دور وحدات المستعربين

ويشير المدهون إلى أنّ هذه الفرق قامت حتّى اللحظة بعدة عمليات أصابت فيها واستطاعت أن تغتال شخصيات وازنة في المجتمعين الفلسطيني والعربي.

لكنّه يلفت إلى أنّها الآن باتت تتراجع خصوصًا أن ما حدث في جنين هو عبارة عن عملية اقتحام إسرائيلي مدعم بالطائرات والدبابات والوحدات العسكرية المختلفة.

ويخلص إلى أنّ قدرة هذه الوحدات بدأت بالتآكل والتراجع أمام التطور النوعي للمقاومة الفلسطينية وكان ذلك واضحًا في عملية "حد السيف" في 2018.

المصادر:
العربي
شارك القصة