Skip to main content

"مخاوف" إسرائيل من تصنيفها دولة فصل عنصري.. ما الأسباب؟

الأربعاء 5 يناير 2022

اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن إسرائيل "ستواجه حملات مكثفة لتسميتها دولة فصل عنصري عام 2022"، مشيرًا إلى أن ذلك "سيكون تهديدًا ملموسًا".

وأشار الوزير الإسرائيلي في تصريحات أمام صحافيين إسرائيليين إلى "الحملات الفلسطينية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي"، إضافة إلى إنشاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تحقيق دائمة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/ أيار الماضي.

وأوضح لابيد أن "حملة السلطة الفلسطينية والمنظمات المناهضة لإسرائيل يمكن أن تؤثر على قدرة إسرائيل على المشاركة في الأحداث الثقافية والرياضية الدولية"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل".

ويخلص تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش صدر مؤخرًا إلى أنّ "إسرائيل ارتكبت جريمتي الفصل العنصري والاضطهاد"، حيث يوثق التقرير طرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية، والتوسعات الاستيطانية، ومنع قطاع غزة من الضرورات الحياتية.

"انكشاف" الواقع المرير داخل إسرائيل

وفي هذا السياق، يؤكد النائب عن القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة أنّ "إسرائيل لا تخاف من هذا الواقع باعتبارها دولة فصل عنصري"، لكن ما تخشاه هو "انكشاف هذا الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في كل فلسطين التاريخية أمام المنظمات الحقوقية الدولية وغيرها".

ويلفت أبو شحادة في حديث إلى "العربي" من القدس المحتلة، إلى صدور تقارير حقوقية عدة من قبل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوقية إسرائيلية تدعى "بتسليم"، حيث تشرح هذه الأخيرة بأن "النظام السياسي القائم في إسرائيل هو نظام أبارتهايد".

وإذ يشير إلى "أهمية قراءة إسرائيل من خلال نظام أبارتهايد"، لكن الأهم - وفق أبو شحادة - هو "تذكّر أنّ هناك بعدًا آخر عنصريًا داخل إسرائيل ألا وهو التطهير العرقي الذي تنفذه الحركة الصهيونية منذ الهجرة إلى فلسطين".

ويؤكد النائب عن القائمة العربية المشتركة أن "إسرائيل تدمج بين أمرين خطيرين" يتمثلان بـ"نظام عنصري بكامل تعريفات نظام أبارتهايد ومركباته، إضافة إلى قضية التطهير العرقي المستمرة منذ النكبة وحتى اليوم".

"انتقال نوعي" في المقاربة الإسرائيلية

من جانبه، يرجع مدير التواصل في منظمة هيومن رايتس ووتش أحمد بن شمسي مخاوف الإسرائيليين من تصنيف إسرائيل دولة فصل عنصري إلى "فطنتهم" لخطورة التصنيف.

ويوضح بن شمسي في حديث إلى "العربي" من الدار البيضاء، أنّ مخاوفهم أيضًا تتعلق بأن يدفع التصنيف إلى "فتح أعين العالم والرأي العام الدولي على ما يحدث في إسرائيل".

ويرى أنّ تحذير وزير الخارجية الإسرائيلي يعد "انتقالًا نوعيًا" في مقاربة إسرائيل بشأن نعتها بدولة تمارس الفصل العنصري، مشيرًا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يقومون في الماضي بـ"التعتيم" على ما يحصل عبر العلاقات العامة.

ويلفت إلى أن "فكرة التعتيم التي مورست في الماضي كانت تقوم على أن اتهام إسرائيل بالفصل العنصري مجرد مزايدات".

ويشير إلى أنّ منظمة هيومن رايتس ووتش "استغرقت عامين في الفحص القانوني للوصول إلى هذه النتيجة حول مصطلح الفصل العنصري" في إسرائيل.

دفاع أميركي عن إسرائيل

بدوره، يشير مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز إلى تصريحات للمتحدث باسم الرئيس الأميركي وللخارجية الأميركية تعتبر أن التقارير التي تتحدث عن كون إسرائيل دولة فصل عنصري؛ "تفتقد إلى الصحة".

ويتوقع ويتز في حديث إلى "العربي" من واشنطن، مواصلة الولايات المتحدة دفاعها عن إسرائيل "على الرغم من أن هناك عددًا من النواب في الكونغرس ربما يكون لديهم موقف مختلف".

وإذ يعتبر أن "الإدارة الأميركية لا تدعم جميع السياسات الإسرائيلية على غرار قضية الاستيطان"، إلا أنّه "عندما يتعلق الأمر بتسمية إسرائيل كدولة فصل عنصري فإن الإدارة لديها موقف مختلف".

ويرى ويتز أن "هناك أسبابًا أخرى وراء هذا الموقف الأميركي من خلال رؤية تقوم على ضرورة مشاركة الفلسطينيين في عملية سلام تفضي في نهاية المطاف إلى إنصافهم".

لكنه يؤكد أن "تسمية إسرائيل دولة فصل عنصري سيكون لها آثار سلبية وفق نظر الإدارة الأميركية".

المصادر:
العربي
شارك القصة