Skip to main content

مدير منظمة الصحة يحذّر من "القومية" في توزيع لقاحات كورونا

الأربعاء 3 فبراير 2021
مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس

حذّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أنّ "النزعة القوميّة في توزيع اللقاحات المضادّة لكوفيد 19 تضرّ الجميع ولا تحمي أحدًا".

وكتب غيبريسوس في مقال نشر بمجلة "فورين بوليسي"، أن تطوير لقاحات آمنة وفعالة في وقت قياسي شهادة رائعة على القدرات العلمية الحديثة، وما إذا كانت ستضع حدًّا لهذا الوباء الرهيب فهذا اختبار للإرادة السياسية في العالم والالتزام الأخلاقي.

وأشار غيبريسوس إلى أنه على الرغم من العدد المتزايد لخيارات اللقاح، فإن القدرة التصنيعية الحالية لا تلبي سوى جزء صغير من الاحتياجات العالمية للقاحات،معتبرًا أن اللقاح هو أفضل فرصة للسيطرة على هذا الوباء ما لم يتبع القادة سياسية "قومية اللقاح".

وكشف مدير منظمة الصحة أن التعاون الدولي بين العلماء كان أمرًا حاسمًا لتطوير اللقاحات، لكن ضعف التعاون بين الدول الآن يمثل عقبة رئيسية أمام التلقيح في جميع أنحاء العالم على النطاق المطلوب لإنهاء الوباء.

وأكد أن المساواة في اللقاحات ليست مجرد شعار؛ "إنه يحمي الأشخاص في كل مكان، ويحمي الحقنات الحالية من المتغيرات الجديدة المقاومة للقاحات، ويعزز قدرة المجتمع الدولي على إيقاف الجائحة".

"كوفاكس" ضد القومية 

ولفت غيبريسوس في مقاله إلى أن البلدان الغنية التي تضم 16% فقط من سكان العالم اشترت 60% من إمدادات اللقاحات في العالم، بحيث تهدف العديد من هذه البلدان إلى تطعيم 70% من سكانها البالغين بحلول منتصف العام، سعيًا وراء مناعة القطيع.

وفي المقابل، تنشط آلية "كوفاكس" متعددة الأطراف التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية مع جهات خارجية لضمان وصول اللقاحات إلى جميع الناس في كل مكان، وتكافح بدورها لشراء حقنات كافية لتغطية 20% فقط من السكان من البلدان منخفضة الدخل بنهاية عام 2021.

وعليه، يجب ألّا يصبح تخصيص اللقاح لعبة محصلتها صفر. فقومية اللقاح تهزم نفسها من الناحية الوبائية، وتؤدي إلى نتائج عكسية سريريًا، على حدّ تعبير غيبريسوس.

وأضاف: "عدم السماح لغالبية سكان العالم بالتطعيم لن يؤدي فقط إلى استمرار المرض والوفيات التي لا داعي لها، بل سيؤدي أيضًا إلى ظهور طفرات فيروسية جديدة مع استمرار انتشار كوفيد 19 وسط السكان غير المحصنين".

الحلّ المستدام

وللسيطرة على الوباء، فإن الحل الدائم الوحيد هو تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يمكن. وهذا يعني زيادة الإنتاج بشكل جذري، وكل أسبوع من التأخير يزيد المعاناة الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية في مقاله: إذا كانت الأوبئة حروبًا جرثومية، فإن اللقاحات هي الأسلحة المفضلة لدينا للإنقاذ الجماعي، لكنها ليست الدواء الشافي. يتطلب وقف هذا الوباء أيضًا تدابير فعالة مثل التهوية الداخلية المحسنة في أماكن العمل والمدارس، فضلاً عن الأدوات التي تشارك الجميع في مكافحة الفيروس، مثل الاختبارات المنزلية السريعة والأقنعة والمسافة الجسدية.

المصادر:
فورين بوليسي
شارك القصة