Skip to main content

مستشفيات تونس تكتظ بمرضى كوفيد-19 واللقاح يتأخر

الأربعاء 3 فبراير 2021
تحولت صالات رياضية إلى غرف لإنعاش مرضى كوفيد-19

يشكل الارتفاع المتواصل لعدد مرضى كوفيد-19في تونس تحدياً للنظام الصحي الهش. ويعبر أطباء في مستشفيات تونسية عن قلقهم إزاء الأمر، بينما لم يعرف بعد موعد بدء حملة التلقيح.

وتعبر طبيبة الإنعاش أميرة الجموسي عن خشيتها على المرضى بسبب امتلاء الأقسام. وتعمل الطبيبة في مستشفى عبد الرحمان مامي، المستشفى الأهم المخصص لمرضى كوفيد-19 في تونس. وتكشف أن 18 سريراً تُستغل بشكل متواصل منذ ديسمبر/كانون الأول، حيث يمكن أن يقضي المرضى 72 ساعة في انتظار سرير إنعاش دون جدوى. وتؤكد بأسف أن هناك من يتوفى في قسم الإنعاش.

وتمكنت تونس خلال الموجة الأولى من الجائحة مطلع مارس/ آذار من السيطرة على انتشار الفيروس. لكن منذ نهاية الصيف ازدادت الإصابات سريعاً. وقارب عدد الوفيات السبعة آلاف. بينما تجاوز عدد الإصابات مئتي ألفاً في بلد يبلغ عدد سكانه 11,7 مليوناً.

وفي غرف الإنعاش يعالج 400 شخص حالياً. وبدأت الأمور تتعقد مع ارتفاع أعداد الحالات التي تتطلب عناية خاصة.

ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن "النفق لا يزال طويلا". بينما لم تصل بعد جرعات اللقاح إلى البلاد.

الضغط متواصل

وتكشف الجموسي أن الأطباء باتوا يجدون أنفسهم مضطرين للاختيار بين المرضى. وتضيف أن بعض المرضى يُضطر للذهاب إلى مصحات خاصة و"يبيعون سياراتهم" لسداد المال. بينما يتوجه آخرون إلى مستشفيات أقيمت بشكل مؤقت في قاعات رياضية في العاصمة.

وتشير الطبيبة جليلة بن خليل، العضو في اللجنة العلمية لمكافحة الوباء، إلى أن عدد أسرة الإنعاش ارتفع من 96 الى 350 سريراً.

ووضعت وزارة الصحة منصة إلكترونية لتوزيع الأسرة الشاغرة على 24 محافظة في البلاد. بالرغم من ذلك، يضطر بعض المرضى إلى التنقل أكثر من 150 كيلومتراً لإيجاد مستشفى.

ووظفت الوزارة 1300 شخصاً إضافياً في قطاع الصحة بعقود. في محاولة للتخفيف من الضغط المتواصل على الطواقم الطبية.

وتحذر بن خليل من الوصول إلى مرحلة العجز في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

ولا يسجل التزام كبير بالتدابير الصحية المفروضة في الشارع من جانب المواطنين. ذلك بسبب تأزم الوضع الاجتماعي والرقابة الضعيفة.

عدم استقرار حكومي

وأعلنت السلطات الصحية انطلاق حملة التطعيم في أبريل/ نيسان القادم. ثم أجّلت الموعد إلى منتصف فبراير/ شباط الحالي. وينتظر وصول حوالى 94 ألف جرعة من لقاح فايزر الأميركي-الألماني، وكميات لاحقة من أسترازينيكا في إطار منصة كوفاكس. وبوشرت مفاوضات للحصول على اللقاح الروسي سبوتنيك-في.

وتونس هي آخر الدول التي ستنطلق فيها حملات التطعيم في المنطقة. حيث شرع المغرب والجزائر منذ أيام في ذلك. ووافق المغرب على إجراء اختبارات اللقاح الصيني ما مكّنه من نيل أولوية الحصول عليه.

واستثمرت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية المتطوّرة مع روسيا وانطلقت في حملتها منذ السبت.

ومنذ بداية الأزمة الصحية، تعاقب ثلاثة وزراء على وزارة الصحة في تونس. ويعزو رئيس كتلة "الإصلاح" البرلمانية، حسونة الناصفي، سبب التأخير في حملة التلقيح إلى غياب الاستقرار على مستوى الحكومة. ويشير إلى استقالة الحكومة التونسية وإقالة وزير الصحة في وقت كانت تسعى الدول إلى حجز حصصها من اللقاحات.

وتعوّل تونس بشكل كبير على المانحين الدوليين، ومنهم البنك الدولي. بينما ترفض العضو في لجنة اللقاحات في وزارة الصحة، أحلام قزارة، الحديث عن تأخير. وتفضل القول إنه "كان هناك فارق زمني". وتشير إلى أن بلادها تعمل على تطعيم نصف السكان الكهول مع نهاية العام الحالي.

 

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة