Skip to main content

مسيّرات فوق بحر الشمال.. مخاوف من تهديد روسي لمنشآت الطاقة النرويجية

الأحد 23 أكتوبر 2022

لاحظ عمال النفط والغاز النرويجيون مؤخرًا مشهدًا مثيرًا للقلق، حيث تحلّق طائرات مسيّرة مجهولة الهوية في سماء بحر الشمال، بحسب "أسوشيتد برس".  

فمع استبدال روسيا بالنرويج كمصدر رئيس للغاز الطبيعي في أوروبا، يشك الخبراء العسكريون في أن المسيّرات تخص موسكو. ويدرجون التجسس والتخريب والتخويف كدوافع محتملة لرحلات المسيرات.

وقد أرسلت الحكومة النرويجية سفنًا حربية وسفن خفر السواحل وطائرات مقاتلة للقيام بدوريات حول المنشآت البحرية. وتمركز جنود الحرس الوطني النرويجي حول المصافي البرية التي كانت تحلق فوقها مسيرات.

كما دعا رئيس الوزراء يوناس جار ستوره أساطيل حلفاء الناتو، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، للمساعدة في معالجة ما يمكن أن يكون أكثر من مشكلة نرويجية.

ويستخدم سكان البلاد البالغ عددهم 5.4 مليون نسمة القليل من النفط البحري الذي يوفر دخلًا هائلًا للنرويج. لكن هذا النفط يشكل دعمًا لأوروبا كما أن الغاز الطبيعي هو سلعة أخرى ذات أهمية قارية.

هدف إستراتيجي للتخريب

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"عن الباحث في الأكاديمية البحرية الملكية النرويجية ستايل أولريكسين قوله: "إن قيمة الغاز النرويجي لأوروبا لم تكن أعلى من أي وقت مضى، وكهدف إستراتيجي للتخريب، من المحتمل أن تكون خطوط أنابيب الغاز النرويجية الهدف الأعلى قيمة في أوروبا". 

وتسبب إغلاق المطارات وإخلاء مصفاة نفط ومحطة غاز الأسبوع الماضي بسبب مشاهدة طائرات من دون طيار في حدوث اضطرابات كبيرة. لكن مع اقتراب فصل الشتاء في أوروبا، يبرز قلق من أن الطائرات من دون طيار قد تنذر بتهديد أكبر على 9000 كيلومتر من خطوط أنابيب الغاز التي تتنقل من المنصات البحرية في النرويج إلى محطات في بريطانيا وأوروبا.

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط الماضي، سارعت دول الاتحاد الأوروبي إلى استبدال وارداتها من الغاز الروسي بشحنات من النرويج. 

كما وقع التخريب المشتبه به لخط أنابيب "نورد ستريم" 1 و 2 في بحر البلطيق الشهر الماضي قبل يوم من افتتاح النرويج لخط أنابيب جديد على بحر البلطيق إلى بولندا. وبحسب تقرير دنماركي-سويد، فقد نجم تسرّب الغاز في أربعة مواقع من خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق عن انفجارات تحت البحر تعادل بقوتها مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة. 

"سفن تجسس"

وقال أموند ريفهايم، الذي يرأس مجموعة بحر الشمال والبيئة في قوة شرطة جنوبي غرب النرويج، إن فريقه أجرى مقابلات مع أكثر من 70 عاملًا في الخارج رصدوا مسيرات بالقرب من منشآتهم. ويتوقع ريفهايم أن التحكم بها يتم من السفن أو الغواصات القريبة.

ورصد المحققون طائرات الهليكوبتر بالقرب من منصة سليبنر، الواقعة في حقل غاز بحر الشمال على بعد 250 كيلومترًا من الساحل.

كما أفاد بعض مشغلي المنصات أنهم رأوا سفن أبحاث ترفع العلم الروسي في مناطق مجاورة. 

لكن أولريكسن، من الأكاديمية البحرية، قال: "إن التمييز بين السفن المدنية والعسكرية الروسية ضيق ويمكن وصف سفن الأبحاث المبلغ عنها بأنها سفن تجسس"، بحسب "أسوشيتد برس". 

كما أثار اعتقال ما لا يقل عن سبعة مواطنين روس، تم القبض عليهم وهم يحملون أو يطيرون بشكل غير قانوني فوق الأراضي النرويجية، التوترات. 

ويوم الأربعاء الفائت، قامت مسيرة برصد الطائرات على أرض الواقع في بيرغن، ثاني أكبر مدينة في النرويج. 

وحذر يوناس جار ستوره، رئيس الوزراء، من أن النرويج ستتخذ إجراءات ضد وكالات الاستخبارات الأجنبية. وقال: "ليس من المقبول للمخابرات الأجنبية أن تسيّر مسيرات فوق المطارات النرويجية".

وردت سفارة روسيا في أوسلو يوم الخميس، مدعية أن النرويج كانت تعاني من نوع من "الذهان" يسبب "جنون العظمة".

المصادر:
العربي- ترجمات
شارك القصة