Skip to main content

مصدر أمل لآخرين.. تعرّفوا على "محارب السرطان المبتسم"

الأربعاء 22 ديسمبر 2021
لم يستطع مرض السرطان أن يسرق من الحبسي ابتسامته

قبل أكثر من 25 عامًا، أُصيب العُماني سعيد الحبسي بسرطان في الغدد اللمفاوية للمرة الأولى، قبل أن يبدأ رحلة مقاومته للمرض الخبيث الذي ينتقل بين أعضاء جسده.

ويواظب الحبسي على العلاج الكيميائي الذي استنفذ منه كل إمكانياته المادية، لكنّه لم يستطع أن يسرق منه ابتسامته، حتى بات يُعرف في أوساط العُمانيين باسم " محارب السرطان المبتسم".

ومؤخرًا، اتخذ "سعيد المبتسم" قرارًا بالتبرّع بأعضائه كاملة بعد وفاته، لقسم التشريح في كلية الطب بجامعة السلطان قابوس، "ليستفيد منه الطلبة في دراستهم عوضًا عن شراء جثث من خارج البلاد".

قرار الحبسي لم يأت من عبث، فهو يُعتبر من أوائل المتبرّعين بالكلى في السلطنة قبل 30 عامًا، بعد أن تبرّع بإحدى كليتيه لشقيقه الأصغر الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 5 أعوام.

وقال الحبسي إن دخوله الدائم إلى المستشفيات لتلقّي الجرعات الكيميائية لمرض السرطان، ونجاته بعد كل جرعة، جعله يفكر بما سيحدث له لاحقًا ليتّخذ بناءً عليه قراره بالتبرّع بجسده هذا عن قناعة تامة.

ووفقًا لوسائل إعلام عُمانية، ينحدر الحبسي من ولاية المضيبي، إحدى ولايات المنطقة الشرقية في سلطنة عُمان، وهو متزوّج من سيدة فلبينية، تعرّف إليها خلال علاجه في الفلبين وهي مصابة أيضًا بالمرض، وأنجب منها 3 فتيات توفيت إحداهن بالمرض الخبيث عن عمر 13 عامًا. كما تُوفيت إحدى بناته مؤخرًا رغم شفائها من فيروس كورونا، بينما تعهّد هو برعاية أولادها الاثنين.

وأشار إلى أن قراره بالتبرّع بأعضائه كان مؤلمًا لزوجته وابنته المقيمتين في الفلبين، إلا أن الفائدة التي ستنتج عن قراره بالنسبة للطلبة الذين سيستفيدون من جسده في التشريح "كفيلة بعدم تأثره".

والحبسي أيضًا هو أول متطوّع في السلطنة في مجال الزراعة وتوزيع الشتلات البرية العمانية، وبيعها، وتخصيص جزء من إيرادات هذه الشتلات لرعاية مرضى السرطان.

المصادر:
العربي
شارك القصة