Skip to main content

معايير مزدوجة في أماكن العمل.. هكذا يُكتم الصوت الداعم لفلسطين

الأحد 22 أكتوبر 2023
أدانت نقابة "عمال ستاربكس" الاحتلال الإسرائيلي وتهديدات الإبادة الجماعية التي يواجهها الفلسطينيون- اسوشييتد برس

امتدت تداعيات  العدوان الإسرائيلي على غزة ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسّام في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، إلى مراكز العمل في كل مكان. فبينما أعرب كبار قادة الشركات البارزة عن آرائهم، يشتكي العمّال من عدم قدرتهم على إيصال أصواتهم المعارضة لإسرائيل، ناهيك عن تعرّضهم للطرد في حال دعم فلسطين.

وأكد مدافعون عن الحقوق المدنية للمسلمين أنّ استجابة الشركات لخطوات موظفيها، أوجدت جوًا من الخوف لدى العمّال الذين يريدون التعبير عن دعمهم للفلسطينيين.

وانطلقت حملات حول العالم داعية إلى مقاطعة الشركات العالمية الداعمة لإسرائيل على غرار "ستاربكس" و"ماكدونالدز" و"بابا جونز"، بسبب تقديم أحد فروعها دعمًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي سواء ماديًا بالأموال والوجبات، أو بالدعم المعنوي.

وتتمتع العديد من الشركات الأميركية بعلاقات قوية مع إسرائيل، خاصة الشركات التكنولوجية والمالية التي تملك فروعًا في إسرائيل.

وكان المسؤولون التنفيذيون في "جي بي مورغان تشيس"، و"غولدمان ساكس"، و"غوغل"، و"ميتا" من بين العشرات الذين أدانوا بسرعة هجمات "حماس"، معربين عن تضامنهم مع إسرائيل حيث تعهّد العديد منهم بتقديم ملايين الدولارات كمساعدات إنسانية وجهود لحماية الموظفين في إسرائيل.

انتهاكات ضد مؤيدين لفلسطين

في المقابل، كانت ردود الفعل العنيفة ضد وجهات النظر المعارضة سريعة، بما في ذلك الردود على تغريدة من الرئيس التنفيذي لقمة الويب بادي كوسغريف الذي أشار إلى أنّ إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة.

وانسحبت شركات عدة من القمة المقرر انعقادها الشهر المقبل، منها: "غوغل"، و"ميتا"، و"سيمنز"، وشركة صناعة الرقائق الأميركية "إنتل".

وفي مواجهة المقاطعة المتزايدة لقمة الويب، وهي تجمع أوروبي بارز يضمّ الآلاف من قادة التكنولوجيا، استقال كوسغريف قائلًا: إنّ "تعليقاته الشخصية أصبحت مصدر إلهاء عن الحدث، وفريق العمل والجهات الراعية للقمة والشركات الناشئة، وحتى الحضور".

استقال الرئيس التنفيذي لقمة الويب بادي كوسغريف بعد ضغوط عليه لتأييده فلسطين- اسوشييتد برس

أما جوناثان نيمان، الرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم "Sweetgreen"، فهو من بين العديد من رؤساء الشركات الذين تعهّدوا بعدم توظيف طلاب جامعة هارفارد الذين ينتمون إلى مجموعات شاركت في التوقيع على بيان يدين إسرائيل على أعمال العنف.

بدورها، ألغت شركة المحاماة الدولية "وينستون آند سترون" عرض عمل لطالب في جامعة نيويورك، كتب رسالة في نشرة نقابة المحامين الطلابية يقول فيها إنّ إسرائيل هي المسؤولة بالكامل عن إراقة الدماء.

"ما فائدة عملي إن تنازلت عن أخلاقي؟"

وندّد مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية، وهو جماعة إسلامية للحقوق المدنية، برد الفعل العنيف ضد الطلاب وتصريحات قادة الشركات الأميركية التي "تفتقر إلى أي عرض ذي معنى للتعاطف تجاه المدنيين الفلسطينيين".

وقال المجلس إنّ ردود الفعل هذه تترك "الفلسطينيين وأولئك الذين يدعمون حقوق الإنسان الفلسطينية معزولين في أماكن عملهم ويخشون من العواقب المحتملة" لمناقشة كيفية تأثير الحرب عليهم.

إسراء أبو حسنة عالمة البيانات في منطقة شيكاغو، هي من بين العديد من العمّال الذين عبّروا عن أفكار مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتبت في منشور على موقع "لينكد إن" أنّها "تخاطر بحياتها المهنية بأكملها" من أجل التعبير عن آرائها حول الصراع.

وأعربت أبو حسنة الأميركية من أصل فلسطيني، عن خشيتها من أن تصعّب منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي من عثورها على وظيفة جديدة. لكنّها في الوقت نفسه أوضحت أنّ والديها ربيّاها لتكون فخورة وتتحدث بصوت عالٍ عن القضية الفلسطينية.

وقالت أبو حسنة لوكالة أسوشييد برس: "إنها هويتي. ما الفائدة من عملي إذا كنت سأتنازل عن أخلاقياتي وأخلاقي؟".

"ستاربكس" ترفع قضية على نقابة عمّالها

اندلع أحد أكبر الخلافات في "ستاربكس" بعد أن غرّدت نقابة عمّال ستاربكس التي تمثّل 9 آلاف عامل في أكثر من 360 متجرًا أميركيًا، متضامنة مع فلسطين بعد يومين من عملية "طوفان الأقصى".

ورفعت شركة "ستاربكس" دعوى قضائية لمنع نقابة عمالها "Starbucks Workers United" من استخدام اسمها وشعار مشابه. فردّت النقابة بدعوى قضائية مماثلة، متّهمة الشركة بتشويه النقابة من خلال الإشارة ضمنًا إلى دعمها للإرهاب.

وفي تغريدة مطوّلة الجمعة، أدانت نقابة "عمال ستاربكس" الاحتلال الإسرائيلي وتهديدات الإبادة الجماعية التي يواجهها الفلسطينيون، ومعاداة السامية وكراهية الإسلام.

وقالت أنجيلا بيرج مؤسسة شركة "بيريلاكس" الاستشارية في أماكن العمل، لوكالة اسوشييتد برس، إنّ الشركات يجب أن تعبّر عن آرائها، لكن "الشيء المهم هو أن تعترف بوجود رأي آخر".

المصادر:
اسوشييتد برس
شارك القصة