Skip to main content

معركة مشتعلة في السودان.. من يحسم الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع؟

الأحد 16 أبريل 2023

شن الجيش السوداني ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالقرب من العاصمة في محاولة لإعادة تأكيد السيطرة على البلاد اليوم الأحد، وذلك بعد أن أسفرت اشتباكات عن مقتل العشرات من العسكريين و56 مدنيًا على الأقل.

والاشتباكات التي اندلعت أمس السبت هي الأولى بين وحدات الجيش التي تدين بالولاء لرئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف أيضًا باسم حميدتي، منذ أن اشترك الطرفان في الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير عام 2019.

ويتنافس الجيش مع قوات الدعم السريع، على السلطة بينما تتفاوض الفصائل السياسية على تشكيل حكومة انتقالية منذ انقلاب عسكري في 2021.

وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، سمع شهود أصوات مدفعية ثقيلة في الخرطوم وأم درمان وبحري القريبة، وكان هناك أيضًا إطلاق نار في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي لم ترد تقارير سابقة عن اندلاع قتال فيها.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 56 على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، بينها إصابات لعسكريين منذ اندلاع المواجهات يوم السبت.

وأضافت أن العشرات من العسكريين قتلوا أيضًا، وذلك دون أن تذكر عددًا محددًا بسبب قلة المعلومات المباشرة من العديد من المستشفيات التي نقل إليها هؤلاء الضحايا.

بدوره، قال الجيش في بيان اليوم الأحد: "اقتربت ساعة النصر".

وأضاف البيان: "نترحم على الأرواح البريئة التي أزهقتها هذه المغامرة المتهورة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة ودعواتنا للمصابين، ونبشر شعبنا الصابر الأبي بأخبار سارة قريبا بإذن الله".

هل يتجه الوضع في السودان نحو الحسم؟

وفي هذا الإطار، أكد الخبير العسكري اللواء عبد الهادي عبد الباسط أن الوضع في السودان يتجه نحو الحسم من قبل القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن أصوات المدافع والطلقات انخفضت بصورة كبيرة جدًا أثناء الليل، مع عودتها بشكل خفيف صباح اليوم.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من الخرطوم، أن القوات المسلحة نجحت في بداية المعركة في ضرب رئاسة قوات الدعم السريع، ومخازن الإمداد، ما جعل هذه القوات معزولة عن قياداتها وعن أي تمويل.

وأوضح عبد الباسط أن خطة الجيش كانت تقتضي بأن لا يحسم المعركة بصورة سريعة، باعتبار أنه حريص على سلامة الجنود الذين استسلموا، وعلى تجنب دمار كبير في المنشآت، لأن حرب المدن ممكن أن تؤدي إلى أضرار كبيرة وسط المدنيين، حسب تعبيره.

وتابع أن القوات المسلحة كانت تدير المعركة، وعينها على حفظ المدنيين، وعلى إطالة أمد الحسم بصورة تجعل الذخيرة تنفد لدى القوات المتحركة، لافتًا إلى أن هناك معسكرات كاملة أعلنت انحيازها للقوات المسلحة التي لم تصدر بيانًا حتى الآن حول هذا الأمر.

ما الذي أشعل فتيل المعركة في السودان؟

وبين عبد الباسط أن تحرك قوات الدعم السريع نحو مطار مروي هو ما أشعل فتيل المعركة، موضحًا أن مروي هو عبارة عن مطار مدني أنشئ قبل سنوات، ولكنه لم يدخل في الخدمة المدنية، واستخدمته القوات المسلحة في بعض التدريبات المشتركة مع القوات المصرية، ويحتوي على عدد من الطائرات.

وفيما يفيد بأن هجوم قوات الدعم السريع على مطار مروي جاء لاعتقادهم بأن الجيش السوداني يقوم بترحيل الطائرات إلى المطار لضربهم، أشار عبد الباسط إلى أن القوات المسلحة السودانية عملت على عزل القوة المهاجمة ومحاصرتها، لافتًا إلى أن قوة من الدعم السريع موجودة منذ فترة في المطار، هي التي قامت باتخاذ المصريين دروعا بشرية حتى تحمي نفسها من ضرب الطيران.

وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق، في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي، ويمكن أيضًا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة