Skip to main content

مع اتساع سيطرة طالبان.. هل تعيد واشنطن ترتيب أولوياتها في أفغانستان؟

الإثنين 9 أغسطس 2021

بطائراتها المعمرّة تقصف الولايات المتحدة حركة طالبان، وميقات خروجها من أفغانستان بات منظورًا.

قاذفات بي 52 التي يفوق عمرها نصف قرن من الزمن، تشن ضربات على مواقع للحركة عند أطراف مدينة شبرغان.

وفيما يأتي ذلك بأمر من الرئيس الأميركي، تنطلق الطائرات المعوّل عليها للصراع طويلًا من إحدى دول الجوار، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وتنقل الصحيفة عن مصادر دفاعية أن القاذفات تستهدف مواقع لحركة طالبان في قندهار وهارات ولشكركاه في ولاية هرمند، في مساندة للقوات الأفغانية.

بموازاة ذلك، تمضي الحركة في سيطرتها على مزيد من الولايات الأفغانية شمالًا وجنوبًا، أمام تراجع واضح للقوات الحكومية.

وهي أعلنت أخيرًا السيطرة على مراكز ولايتي سربول وقندوز شمال البلاد، كما أفادت بأن رئيس المجلس المحلي بولاية جوزجان استسلم مع 20 عنصرًا لها.

فهل تعيد التطورات الميدانية ترتيب أولويات الولايات المتحدة الأميركية التي نفذت انسحاباتها العسكرية من البلاد، لكنها عادت عبر الطلعات الجوية؟ وهل ستعمل واشنطن على تغيير مجرى المعارك لصالح الحكومة الأفغانية؟

"الحرب مستمرة ولم تبدأها طالبان"

تعليقًا على التطورات، يشير الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إلى أن الحرب مستمرة منذ 20 عامًا، ولم تبدأها الحركة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الدوحة: "للأسف بدأ الاحتلال ومن معه الحرب، وهي موجودة، أما إذكاء جزوتها من جديد وفي هذه الآونة الأخيرة فقد جاء من قبلهم"، معتبرًا أن هذا الأمر لا يخفى على أحد.

ويشير إلى أن رئيس إدارة كابُل أعلن الحرب في ثاني وثالث أيام العيد، وبعد ذلك بأيام في البرلمان.

وإذ يلفت إلى أن الحركة استغربت وتساءلت لمَ هذا التحريض، يقول: "نحن كنا نريد أن نمضي قدمًا بالمسار السياسي، لكنهم للأسف أعلنوا الحرب وبدأوا عمليًا بالغارات بالطائرات وقتل الأبرياء في عدد من المناطق". 

ويخلص إلى أنه "كان لا بد من أن يكون للمجاهدين ردة فعل ودفاع"، على حدّ قوله، متحدثًا عن ردة فعل على الحرب التي أعلنتها إدارة كابُل. 

"ليست النحو الأفضل لتقديم الدعم"

بدوره يرى أفزال أشرف، وهو زميل زائر في أمن العلاقات الدولية في جامعة نوتنغهام، أن طالبان سعت خلف المسار السياسي وكانت لديها رغبة سياسية من أجل التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي، إلا أن الحل الذي تريده الحركة هو الحل المطروح من قبلها.

ويقول في حديث إلى "العربي" من نوتنغهام: "على المستوى الاستراتيجي كانت الحركة واضحة تمامًا، وكانت ذكية من خلال البدء بالقضم والاستيلاء على المناطق والعواصم الإقليمية، والآن بدأت بالمرحلة الثانية للاستيلاء على المدن، بعد أن استولت على الأطراف".

ويعرب عن اعتقاده بأن "المرحلة النهائية ستكون الوصول إلى محيط كابُل، وبأن الحركة تعمل بناء على افتراض أن بإمكانها السيطرة على كابُل في نهاية المطاف، بعد أن تسقط المناطق المحيطة بها".

ويلفت إلى أن طالبان استهدفت الطيارين لأنها لا تستطيع التصدي للطيارات بصورة مباشرة.

وفيما يشير إلى أن ثمة مشكلة في الاستراتيجية العسكرية الأفغانية، يعتبر أن الأميركيين يحتملون درجة من الالتزام إزاء الحكومة الأفغانية. 

ويردف بأنهم "يحاولون دعمها بقاذفات بي 52، غير أن الدعم من خلال الغارات الجوية في مناطق مأهولة بالسكان لا أعتقد أنه النحو الأفضل لتقديم الدعم".

"واشنطن لن تعود إلى الانخراط"

من ناحيته، يلفت مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون ريتشار ويتز إلى أن الولايات استأنفت ضرباتها الجوية الموسعة، "كما لاحظنا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حيث شنت قاذفات بي 52 غارات في مختلف المحافظات".

ويعرب عن اعتقاده في حديث إلى "العربي" من واشنطن، بأن الولايات المتحدة ستستخدم القاذفات الاستراتيجية والدرونز، وربما القوات الخاصة والمستشارين، إلا أنها لن تعود إلى الانخراط حتى وإن سقطت كابُل. 

ويتدارك بالقول: "إن الأمر ليس على هذا النحو، فالمعركة ما تزال متواصلة في كثير من المحافظات الإقليمية، وقد رأينا الكثير من الكر والفر في الأيام الأخيرة". 

ويشير إلى أنه "مع إحراز طالبان لبعض الانتصارات هنا وهناك إلا أن كابُل ما تزال محمية". 

ويرى أن استراتيجية طالبان تقوم في المقام الأول على الاستيلاء على المحافظات الإقليمية، على أمل أن تنهار الحكومة في العاصمة، ما لم تتمكن الحكومة من أن تحسّن موقعها من خلال التوفيق بين مختلف الفصائل في البلاد".

المصادر:
العربي
شارك القصة