Skip to main content

مكتبة سمير منصور تفتح أبوابها من جديد.. صمود ثقافي بوجه الاحتلال

الجمعة 18 فبراير 2022

فتحت أمس الخميس، مكتبة سمير منصور في عمارة كحيل غربي مدينة غزة، أبوابها من جديد  بعد نحو 10 أشهر على تدمير مبناها بقصف للاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوان مايو/ أيار العام الماضي.

فلعقود وعقود من الزمن شكلت مكتبة سمير منصور بحي الرمال العنوان الأنسب للحصول على الكتب في قطاع غزة المحاصر، إلى أن طالها العدوان الإسرائيلي فاستحالت ركامًا.

ولا يمتلك صاحب المكتبة أي انتماءات سياسية، لكن الهجوم حينها كان استهدافًا للثقافة الفلسطينية حيث إنها كانت تعد متنفسًا لسكان القطاع الذين يقصدونها بحثًا عن كتب مدرسية أو دينية أو روايات عالمية مترجمة.

وكان المبنى الذي دمّر حينها، يضم شققًا سكنية وعددًا من العيادات الطبية ومركزًا لتعليم اللغات، حيث كان يوجد في أسفله مكتبة ومطبعة سمير منصور المعروفة للسكان وطلاب المنطقة. ويقابل هذا المبنى مركز إدارة عمليات "الأنروا" ومقرها الإقليمي.

وعادت المكتبة اليوم إلى الحياة بعد حملة تبرعات عالمية، حيث قال صاحبها سمير منصور: "تمكنّا من إعادة المكتبة مرة ثانية أقوى بأضعاف مما كانت عليه في السابق".

كما أكّد منصور أن "كل ما يحصل معنا من دمار لا يؤثر علينا من الناحية الثقافية لأن هذا يقوينا أكثر".

وكشف أن عدد الكتب التي كانت تضمها المكتبة قبيل قصفها أمام عينه من قبل الاحتلال تقدّر بما يعادل 100 ألف كتاب، إنما بعد إعادة افتتاحها أصبحت تضم على أقدر تقدير أكثر من 400 ألف كتاب.

يذكر أن سمير منصور كان يساعد والده في هذه المكتبة منذ أن كان في الـ14 من عمره، في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وحين استلم زمام الأمور أسس دارًا للنشر والتوزيع عام 2000 بمبادرة يصفها بمشروع العمر، بحيث لن ينتهي حلمه بدمار المكان.

أما الكتب الأكثر مبيعًا لديه، بالإضافة إلى نسخ من القرآن الكريم، هي كتب إرشادية لتعلّم اللغات الأجنبية وكتب الأطفال وروايات عالمية مثل "الأخوة كارامازوف" للروائي الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي.

واستمرّ العدوان الإسرائيلي على غزة 11 يومًا، دُمّرت خلالها أيضًا مكتبة "اقرأ" التي كانت تضمّ كتبًا علمية وثقافية، وكان يقصدها آلاف من طلاب الجامعات.

كما تحوّلت مكتبة "النهضة"، التي كانت تبيع القرطاسية في مكان ليس ببعيد، إلى ركام أيضًا.

وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد كشفت، أنّ مجمل خسائر القطاع الثقافي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغت 3.4 مليون دولار.

المصادر:
العربي
شارك القصة