Skip to main content

منصور الرحباني ومسيرته الفنية التي لم يغيبها الموت

الخميس 13 يناير 2022
اجتمع منصور مع عاصي في ثنائية "الأخوين الرحباني" الشهيرة، التي رفدت المسرح والسينما بإنتاج فني شكل ثورة على ما سبقه

عندما توفّي عاصي الرحباني منتصف الثمانينيات خسرت الفنون في لبنان أحد أبرز روّادها. ثم تضاعف حجم الخسارة برحيل أخيه منصور بعد صراع مع المرض في الثالث عشر من يناير/ كانون الثاني عام 2009.

فالشقيقان كانا قد اجتمعا في ثنائية "الأخوين الرحباني" الشهيرة، التي رفدت المسرح والسينما بإنتاج فني شكل ثورة على كل ما سبقه محليًا وعربيًا.

قدّم عاصي ومنصور، وهما من مواليد بلدة أنطلياس في عشرينيات القرن الماضي، توليفة من الدرامي والتاريخي، وأعادوا رسم مشاهد من خيال وواقع. وشكل جانب من السمعي والبصري في إنتاجهما ما يُشبه الإطلالة الدائمة على "نوستالجيا" البيئة اللبنانية وتراثها.

ألّف منصور وعاصي أغنيات بالفصحى وأخرى بالعامية، تفاوتت سرعة إيقاعها، واختلفت عن السائد عربيًا بتنوّع موضوعاتها وخصوصية محتواها، فضلًا عن "اقتضابها" كلامًا ولحنًا. 

وعُدّت فيروز أبرز من غنى تلك الكلمات، بعدما تشكلت ثلاثية الأقانيم الثلاثة وزواج سفيرة النجوم من الأخ الأكبر عاصي.

مصادر الإلهام

يرد حول موسيقى الأخوين الرحباني أنها استلهمت من التراث العربي الإسلامي والماروني البيزنطي فضلًا عن الفلكلور اللبناني، وأن الشقيقين كانا قد تعلّما الموسيقى في الصغر على يد الأب بولس الأشقر، وتلقيا دروسًا في التأليف الغربي مع أستاذ فرنسي.

وعن العوامل التي راكمت محفّزات الإبداع، يُحكى عن أثر الطبيعة الريفية المحيطة التي تواصلا معها في الصغر، وحبّ الوالد حنّا الرحباني الذي كان يعزف على آلة البزق للموسيقى، بالإضافة إلى زاد الجدة من حكايا الأساطير الشعبية. 

وتورد وكالة "رويترز" أن عاصي ومنصور، اللذين كانا قد عملا في الشرطة، دخلا بشكل ثنائي إلى الإذاعة اللبنانية سنة 1945 لتقديم لونهما الفني الجديد.

وألفا اسكتشات "سبع ومخوّل"، ومسرحيات غنائية منها "أيام فخر الدين، و"جبال الصوان" و"قصيدة حب"، وقدما للسينما أفلامًا غنائية بعنوان "بياع الخواتم" و"سفر برلك" و"بنت الحارس"، أدّت فيروز دور البطولة فيها جميعًا إلى جانب نخبة من الفنانين اللبنانيين والعرب بينهم: صلاح تيزاني، ورفيق سبيعي، ونصري شمس الدين. 

من آخر أعمال منصور الرحباني وحمل عنوان "عودة طائر الفينيق"

إثر رحيل عاصي الرحباني عام 1986، تابع منصور منفردًا المسيرة الفنية، وإلى جانبه أبناؤه أسامة ومروان وغدي الرحباني.

وعُرض من تأليفه على المسرح "صيف 48" و"الوصية" و"آخر أيام سقراط" و"ملوك الطوائف" وأعمال أخرى غنائية ذات طابع ملحمي، كان آخرها "عودة طائر الفينيق".

توفي منصور الرحباني في الثالث عشر من يناير 2009، عن 83 عامًا، جرّاء مضاعفات الإنفلونزا الحادة على رئتيه.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة